لا يريد مدرب منتخب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي، الاعتماد فقط على طمأنة اتحاد كرة القدم في بلاده إلى أنه باقٍ في مركزه مهما كانت النتيجة، لكي يبني منتخباً جديداً، قوياً وقادراً على العودة إلى منصة البطولات. رغم صعوبة المهمة، إلا أنه يحاول، وهذه المهمة بلغت صعوبتها بعد الخروج المشؤوم من كأس العالم الأخير في البرازيل 2014. أتت المرحلة الصعبة التي وصل اليها، بعد ذروة الانتصارات التي حققوها في أهم البطولات العالمية: كأس أوروبا 2008، ثم كأس العالم 2010، وأخيراً كأس أوروبا 2012.
في المونديال الأخير، وبعد الخروج بخسائر متتالية، قال دل بوسكي جملة بنى عليها للمستقبل: «هؤلاء ليسوا أبنائي». يقصد هنا أن اللاعبين الذي لعبوا معه ليسوا أنفسهم الذين قدموا ما قدموه من إبداعات في البطولات السابقة.
من أهم أسباب خروج إسبانيا من البطولة السابقة هو انتهاء عطاء لاعبين كثر حققوا كل ما يمكن لاعباً في منتخب وطني أن يحققه، فما وجدوا ما يمكن أن يحققوه من جديد، ليصيبهم الملل.
على هذا الأساس، استدرك دل بوسكي خطأه السابق بعدم الاعتماد على لاعبين جدد، شباب وأصحاب خبرة، بإعطاء الفرصة لوجوه جديدة.
«هدفنا، كما هو دائماً، أن ننهي التصفيات ونحن في الصدارة، ولهذا علينا الفوز في هذه المباراة»، يقول دل بوسكي عن مباراته المقبلة أمام المنتخب الأوكراني في تصفيات كأس أوروبا 2016.
لهذه المباراة، وقبلها بعد انتهاء كأس العالم، جدد دل بوسكي الدماء، مدركاً أن له مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يستطيعون النهوض بالمنتخب مرة أخرى والوصول إلى مراتب النجاح. إثر مونديال 2014، اعتزل أبرز لاعبي خط الوسط، شافي هرنانديز وتشابي ألونسو. بعدها استدعي إيسكو (22 عاماً) وكوكي (23 عاماً) وفيتولو (25 عاماً). أما في الدفاع، فاستدعي مارك بارترا (23 عاماً) وداني كارفاخال (22 عاماً) وخوان برنات (22 عاماً)، إضافة إلى الحارس دافيد دي خيا، وفي الهجوم ألفارو موراتا (23 عاماً) وخوانمي (21 عاماً).

يحمل الجيل الجديد ثقل خلافة جيل إسبانيا الذهبي الذي حقق 3 ألقاب في 6 سنوات


الأخيران هما الأجدد، مع فيتولو وبرنات. موراتا استدعي بعد تألقه مع يوفنتوس الإيطالي ومروره بفترة ممتازة منذ إعارته من ريال مدريد، ليصبح المرشح الأول للهجوم إثر إصابة دييغو كوستا. أما الثاني مهاجم ملقة، فيبدو صريحاً مع نفسه بأنه سيلازم مقاعد الاحتياط، ورغم ذلك يشعر بالسعادة لاستدعائه فقط. مثله مثل فيتولو الذي يؤدي في خط الوسط دوراً هجومياً، ويجيد التهديف وتهيئة الفرص لزملائه.
يحمل هؤلاء ثقل خلافة جيل إسبانيا الذهبي الذي حقق 3 ألقاب في 6 سنوات، ولذلك لن تكون المهمة سهلة على أي منهم. ويمكن القول إن بعضهم، مثل خوانمي، لا يزال يعيش الحلم رغم استدعائه، بقوله: «أنا هنا مع كل هؤلاء اللاعبين العظماء. إنه مثل الحلم بالفعل أن ألتقي كل هؤلاء اللاعبين الذين اعتدت مشاهدتهم في التلفزيون».
مهمة التأهل لن تكون سهلة على لاعبين جدد. مع ذلك، فاللاعبون الأساسيون الذين لا يزالون على أرض الملعب، لن يفوّتوا فرصتهم الأخيرة لتتويجهم بالبطولة، وإعلان أن هيمنتهم على كرة القدم في الفترة الماضية، ستعود. يتوقف ذلك على المدرب دل بوسكي مرةً أخرى.
أسلوب لعبه، المعتمد على الاستحواذ لن يفيده بشيء، ومثلما خذلته الخطة في المونديال الأخير، ستخذله الخطة، إذا ما عدَّل فيها أو غيّرها بالكامل.
الاستحواذ «مفخرة» الكرة الإسبانية طوال 6 سنوات تقريباً، باتت مستهلكةً تماماً. لا جديد فيها، والمنتخبات المنافسة أدركت مفتاح إيقافها. بعد أربع جولات في التصفيات الأوروبية تحتل إسبانيا حاملة اللقب المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد تسع نقاط، متخلّفة بثلاث نقاط عن سلوفاكيا صاحبة الصدارة. والمباراة ستكون حاسمةً لهم، ليتجهزوا بعدها لمحاولة الثأر من هولندا ودياً في أمستردام، في 31 آذار المقبل، معوضين الخسارة التي لقوها في كأس العالم الأخير 1-5.




دل بوسكي مطلوب للتحقيق

انتقد الحساب الرسمي لشرطة فالنسيا الإسبانية قرارات مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وفاجأت التغريدة متتبعي الحساب لذكره أن سيجري التحقيق في السرقة التي ارتبكها دل بوسكي. أورود الحساب: "سنحقق في السرقة التي ارتكبت بسبب عدم استدعاء لاعبي فالنسيا داني باريخو وباكو ألكاسير وخوسيه جايا".