يوم الاربعاء الماضي، حصل اللقاء المتفق عليه بين الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سليمان فرنجية، بحضور النائب محمد كبارة والوزيرين السابقين فيصل كرامي ويوسف سعادة ومنسق تيار المردة في طرابلس رفلي دياب. حصل هذا اللقاء في دارة ميقاتي في المينا ولم يتغيب عنه سوى النائب سمير الجسر لإصابته بوعكة صحية. استمر هذا اللقاء أكثر من ساعة ونصف وتخلله غداء، وكان كافياً لطيّ الخلافات "الطائفية" حول كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية في طرابلس.
تم عقد اللقاء بعيداً عن الإعلام، ولم يوزع بعده أي بيان أو صور، لكن المعلومات أشارت الى تحضيرات سبقته، وتضمنت اقتراحات لإخراج التجاذب القائم حول الكلية من السجال السياسي والطائفي والمناطقي، وكانت زيارة فرنجية لميقاتي شرطاً من شروط إنهاء المشكلة.
ففي مطلع شباط الماضي، اعترض تيار المستقبل وتيار العزم على تعيين أنطوان طنوس مديراً للكلية، ما أدى الى تراجع رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين عن قراره. ثم عيّن في الأسبوع الماضي جميلة يمين مديرة بدلاً منه. هذه الإجراءات لم توقف اعتراض ميقاتي ونائبي تيار المستقبل محمد كبارة وسمير الجسر، الذين كانوا يطالبون بتعيين مدير سني للكلية محسوب عليهم سياسياً، علماً أنهم رفضوا تعيين مدير سني يحظى بالكفاءة العلمية ومتقدم تراتبياً على مرشحهم، بحجة أنه مقرب من الحزب السوري القومي الاجتماعي، ما أبقى الكلية مقفلة نحو شهرين.
مصادر مواكبة لأزمة الكلية أوضحت لـ"الأخبار" أن فرنجية كان متجاوباً منذ البداية مع أي حل، بما في ذلك إعطاء إدارة كلية إدارة الأعمال لمدير سني بعد توزيع كليات الشمال الثماني مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، علماً أن التوزيع الحالي أعطى المسلمين السّنة خمساً والمسيحيين ثلاثاً؛ وأن فرنجية أكد لمن راجعه تأييده أي طرح "يحفظ التوازن في التعيينات والعيش الواحد"، وقالت المصادر نفسها إن رئيس تيار المردة رفض نهائياً اقتراح بعض أساتذة الكلية عليه بنقل مكان الكلية من طرابلس إلى زغرتا، وأنه ردّ عليهم بالقول: "أرفض نهائياً أي فصل بين طرابلس وزغرتا".
لكن المصادر لفتت إلى أن اللقاء "خرج بنتيجة واحدة وهي حفظ مصالح جميع أطراف الأزمة، فقد جرى تثبيت يمين في إدارة الكلية، وجرى ضمان الإبقاء على أساتذة يدرّسون في الكلية ولا تنطبق عليهم المواصفات الأكاديمية المطلوبة، ومحسوبين على ميقاتي وكبارة والجسر، وأن الخاسر الوحيد في الأزمة هو الطلاب الذين بقوا خارج قاعاتهم نحو شهرين".
خلال الأزمة دخل أكثر من طرف على الخط، من بينهم كرامي الذي أكدت أوساطه أن "فرنجية صديق وحليف تاريخي وأساسي، ونرفض أن يؤدي خلاف حول كلية إلى أزمة بين طرابلس وزغرتا"، لافتة إلى أن "المشكلة هي في الغبن الذي لحق بالطائفة السنية في تعيينات الجامعة اللبنانية، وأن الحل لا يكون عبر الإعلام أو بالتجاذب، بل بمراجعة رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس الجامعة لتصحيح الخلل الحاصل". أما مصادر ميقاتي فقد رمت المسؤولية على وزير التربية ورئيس الجامعة، معتبرة أنه "لا يوجد أي مشكلة بين طرابلس وزغرتا، وأنه لا نرضى أن يحصل خلاف بيننا حول كلية، وهو أمر تفصيلي"، لافتة إلى أن اللقاء "كان طبيعياً ومريحاً"، ومشيرة إلى أن "أهمية اللقاء هي أنها أول مرة منذ سنوات يزور فيها فرنجية طرابلس بلا مناسبات سياسية". بدورها، أوضحت مصادر تيار المردة أن اللقاء كان جيداً، و"جرى التشديد فيه على أهمية العيش المشترك، وتثبيت التوازن الوطني ورفض الغبن في ما يخص التعيينات في الجامعة اللبنانية، وعلى ضرورة إعادة النظر فيها على مستوى لبنان كله".