في شباط (فبراير) الماضي، قدّم المصمم اللبناني الراحل باسيل سودا (الصورة) مجموعته الأخيرة للهوت كوتور لربيع صيف 2015. يومها استغرب الجميع غيابه عن منصّات العرض، لكنهم لم يعرفوا أن حالته الصحية تدهورت وأدّت إلى وفاته اليوم. المصمم المعروف بدأ حياته العملية في دار أزياء زميله إيلي صعب، تدرّب وكبر اسمه، فاستقلّ عن صعب وافتتح أتيلييه وحده، وأصبح منافساً لمعلّمه الأول.

يعتبر سودا من أوائل المصممين اللبنانيين الذين عرضوا تصاميمهم على منصات عاصمة الموضة باريس، ولم يتركها رغم العروض التي أتته من أسابيع الموضة التي تعرض في روما (إيطاليا). في العام 2001، افتتح باسيل دار الازياء الخاصة به، وأكمل سلسلة نجاحاته في عام 2009 مع افتتاح محترفه في منطقة حرش تابت (قضاء المتن). عمل الراحل بصمت، وكان يحتفل سنوياً مع الإعلاميين في الاتيلييه الخاص به لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. نشر سودا اسمه في الخارج، واختارته أهمّ النجمات على غرار المغنية الاميركية كاتي بيري، الممثلة البريطاني ايميلي بلانت والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار. كما أطلت بفساتينه مؤخراً مايا دياب ويارا، وكان على صداقة مع الفنانة الاماراتية أحلام التي رافقها في بداياتها الفنية. حرص سودا على تقديم مجموعات من الهوت كوتور والثياب الجاهزة. تتوافر تصاميم الراحل في نيويورك، واشنطن، وموسكو، ودبي وبيروت وغيرها من الدول. خسر عشّاق الموضة فناناً طبع اسمه في عالم الأناقة، ولكن تصاميمه لا تزال تحكي حكاية الشاب الموهوب الذي خطفه الموت باكراً.

يُحتفل بالصلاة لراحة نفسه غداً ــ 16:00 ــ كاتدرائية «سيّدة البشارة» للسريان الكاثوليك ــ منطقة المتحف (بيروت).