لا علاقة بين توقيف خالد حُبلص ومرافقه أمير الكردي ومقتل أسامة منصور. ما يُفرّق الرجلين أكثر مما يجمعهما كـ «تكفير الجيش اللبناني». حُبلص مبايع لـ «الدولة الإسلامية»، فيما منصور أحد جنود «جبهة النصرة» الأوفياء. ليل أمس، كانت قوة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ترصد إمام مسجد هارون الشيخ خالد حُبلص. الرجل الذي أراد إطلاق «ثورة سنية» من الشمال منذ أشهر قبل أن ينتهي به الأمر مطارداً، علماً أنّه، بحسب توصيف الأمنيين، «من الناحية الاستراتيجية أكثر أهمية للأجهزة الأمنية من منصور، لكون الأول يحمل مشروعاً ويسعى لإنجاحه فيما الثاني أكثر استعراضاً».
وصل حُبلص الذي كان مراقباً ومرصوداً منذ فترة، بحسب المصادر، إلى أحد المنازل في شارع المئتين. ولدى انقضاض القوة الأمنية لتوقيفه، وقع تبادل لإطلاق النار. في هذه الأثناء وصلت سيارة من نوع «أوبل» وبادرت بإطلاق النار على القوى الأمنية فأُصيب عنصران بجروح طفيفة قبل أن يردّ عناصر الدورية بالمثل، فسقط مطلقا النار قتيلين ليتبيّن أنّ أحدهما كان يرتدي حزاماً ناسفاً وأنه المطلوب منصور (مواليد ١٩٨٧ ـــ ببنين) المعروف بـ «أبو عمر منصور»، فيما الآخر هو أحمد الناظر. ولم يعرف ما إذا كان مروره في هذا التوقيت صدفة أم أنّه جاء ليؤازر حُبلص. وتجدر الإشارة إلى أن منصور ظهر أول من أمس في باب التبانة، للمرة الأولى، منذ تواريه عقب أحداث طرابلس. وتشير المعلومات أنّ الأجهزة الأمنية كانت تعلم أنّ منصور لم يغادر باب التبانة وكان مختبئاً فيها، بناء على معلومات مخبرين ورصد اتصالات له مع المطلوب شادي المولوي وآخرين. يُذكر أن منصور كان موقوفاً لدى المحكمة العسكرية عقب توقيفه في عرسال وبحوزته كمية من الأسلحة منذ أكثر من سنة، قبل أن يُخلى سبيله بكفالة مالية قدرها ثلاثمئة ألف ليرة لبنانية.

اعترافات «أبو سياف»

من جهة أخرى، كشفت اعترافات الإرهابي السوري نبيل صالح الصدّيق، الذي أوقفته استخبارات الجيش اللبناني أول من أمس في بلدة برّ الياس في البقاع الأوسط مع شريكه اللبناني علي أيوب، وجود نشاط لافت للموقوفَين في تجنيد وإيواء ونقل إرهابيين لبنانيين وأجانب من لبنان إلى الجنوب السوري، عبر منطقتي راشيا وشبعا. وعلمت «الأخبار» أن الصّديق، من مدينة القصير السورية وملقّب بـ«أبو سيّاف»، هو «قاضٍ شرعي» في تنظيم «داعش» الإرهابي، وانتقل قبل نحو شهرين من جرود عرسال إلى منطقة البقاع الأوسط في مهمّة لتأمين وإيواء وتجنيد إرهابيين ونقلهم إلى بلدة بيت جنّ السورية وقرى محافظة درعا. وأشارت المعلومات إلى أن الصدّيق هو «العقل المدبّر» للتجنيد، ويلعب دوراً بارزاً في تنسيق الاتصال بين المجموعات الإرهابية، بينما يعاونه أيوب في المسائل «اللوجستية». وتمّ إلقاء القبض على الصدّيق بعد متابعة دقيقة لحركته واتصالاته من سوريا، وصولاً إلى لبنان.