مرّت الأيام سريعاً لكن الجرح لم يلتئم بعد كأنّ الموت أصبح متلازماً للإعلاميين الذين تدفعهم الحياة لدخول العمل باكراً، فيكون رحيلهم مبكراً أيضاً. لم يكن وداع الاعلامي في قناة «المنار» حمزة الحاج حسن (الصورة) عاديّاً قبل عام، وها هي الذكرى السنوية الأولى تعود اليوم فتكشف عن الجراح التي لن تُشفى. وكان حمزة استشهد في الرابع عشر من نيسان (أبريل) الماضي، مع زمليه التقنيّ حليم علوه والمصوّر محمد منتش، بعد تعرّضهم لنيران الجماعات المسلحة أثناء تغطيتهم استعادة الجيش السوري لبلدة معلولا في جبال القلمون.
تتذكّر قناة «المنار» فقيدها على طريقتها الخاصة، وتخصّص غداً (20:30) نصف ساعة من بثّها لعرض مشروع تخرّج (فيلم) حمزة من الجامعة اللبنانية «كلية الإعلام والتوثيق». أحبّت «المنار» أن تعرض عمل الشهيد قبل أن يكون موظفاً لديها، لتؤكّد أنه كان موهوباً قبل أن يعرف الأضواء والكاميرا. تلك التحية من المحطة ستحمل عنوان «صورة في الذاكرة»، وإسمها خير دليل عما سيتضمّنه العمل المصوّر. وفي السياق نفسه، تدعو فعاليات المناطق الجنوبية إلى وقفة تضامنية مع الاعلاميين نهار السبت المقبل (11:00) في بلدة عيترون الحدودية، في واحة الشهيد حسن عبدالله. كما تحيي بعض الفعاليات في معلولا ذكرى الرحيل على طريقتها الخاصة، من دون أن تُنقل على الهواء مباشرة.