صحيح أنّ الضجة التي افتعلت الأسبوع الماضي عن بث «تلفزيون لبنان» لمقابلة أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله التي أجريت على «الإخبارية السورية» من قبل فريق 14 آذار والى جانبهم السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري الذي مارس بدوره ضغوطاً من كل حدب وصوب لتفعيل هذه الحملة ضد القناة الرسمية، أودت في نهاية المطاف الى تقديم وزير الإعلام رمزي جريج اعتذاراً من السفير واعتبار ما بثته المحطة يقع في خانة «الإساءة الى المملكة».
لكن هاشتاع «#تلفزيون_مش_لبنان» الذي لم يصل حتى الى مصاف الصدارة على تويتر، بخلاف ما روّج مطلقوه قابله اليوم وسم «#تلفزيون_لبنان_نحنا_معك». الأخير جاء دعماً للقناة الرسمية مسجلاً أعلى نسبة تغريدات اليوم. مساحة خصصها المغردون اللبنانيون للتعبير عن ارتباطهم بهذه المحطة التي رسمت لسنوات ذاكرتهم وذاكرة آبائهم. هكذا أُنعشت الذاكرة من جديد بنشر صور لمختلف المسلسلات والأعمال التي طبعت الشاشة في عصرها الذهبي. وفي الإطلالة على الحاضر، غرّد هؤلاء ضد «الوصاية الجديدة» التي تحاول السفارة السعودية فرضها على الإعلام اللبناني.
القناة التي أهملت لسنوات من الدولة، التف حولها اليوم اللبنانيون من كل فئاتهم. صحيح أنهم اعترفوا بأن جلّهم لا يتابع هذه الشاشة، لكن يكفي المقارنة التي أجراها المتابعون للبرامج التي يبثها «تلفزيون لبنان» ذات الطابع الثقافي، والأخرى التي تُشاهد على قنوات أخرى محلية التي تغيب فيها الثقافة وتحضر فيها السطحية ليتبين حجم الحاجة الى هكذا منبر إعلامي.