لم يؤثّر سوء الأحوال الجوية على همّة شباب بلدة حولا (جنوب لبنان) الذين شارك المئات منهم أوّل من أمس في «ماراتون حولا الثالث» الذي نظّمه «تجمّع شباب حولا» تحت عنوان «حولا بتجمعنا»، بالتنسيق مع «رابطة إنماء حولا» والبلدية و«المركز الثقافي» وشركة «ألفا»، ومؤسسة «الريجي»، وعدد من المهتمين. وقال الناشط فرح ذياب إنّ «التمويل كان بجهود فردية لشباب التجمّع»، معتبراً أنّ «تبرّعاتنا كانت متواضعة، وكافية لإنجاح الماراتون».
وبالنتيجة، شارك 400 من شباب البلدة في الحدث الرياضي، وساروا باتجاه «مدرسة جبل عامل» التي شُيّدت في داخلها منصة وخيم لإقامة الاحتفال وتوزيع الجوائز. عادةً، يتم اختيار رمز تراثي في البلدة ليكون نقطة نهاية السباق، وذلك بهدف «جمع أبنائها في عمل ترفيهي مفيد، يساهم في خلق خلية ناشطة مستقبلاً لتنمية الروح الجماعية، بعيداً عن المشكلات والأوضاع الأمنية والاقتصادية السيئة»، وفق ذياب.
يطمح شباب حولا إلى أن «يصبح الماراتون جامعاً لكل أبناء المنطقة، لكن ذلك بحاجة إلى دعم وتواصل كبيرين». اختار المهندس أمين شريم تقديم الجوائز من منحوتاته الفنية الخشبية التي ترمز إلى «تاريخ وتراث البلدة»، إضافة إلى الميداليات التي وُزّعت على الفائزين. ويقول أحد أبناء البلدة إنّ الجو كان «عاصفاً وبارداً وكنّا ننظر إلى من حولنا وندقق في وجوه الناس التي رُسمت عليها ابتسامةٌ نريدها. الناس تضحك وتغني والأطفال يركضون. هذا ما نريده من تجمّعنا». ويستطرد قائلاً: «كان الجو حزيناً في حولا وهي تخسر بعضاً من خيرة شبابها، ورجالاً لهم ما لهم من التاريخ والنضال. كان الجو حزيناً عندما وقفنا في ظل هذا الجو العاصف والطقس السيّئ، وكان القرار واضحاً. حولا تحتاج إلى الفرح، وإلى الركض على أنغام الرياح وقرع المطر. هذا اليوم ليس مجرّد حدث، إنّه ابتسامة كبيرة في وجه هذا الحزن، وتحية لشهداء حولا. وانتظرونا في يوم جديد نجدّد فيه العهد».