في 10 نيسان (أبريل)، أطلقت صحيفة «الوطن» السعودية حملة «حزم الوطن» بغية «تحفيز ومساندة الجنود البواسل». هاشتاغ «#حزم_الوطن» الذي اعتلى صفحات الصحيفة الورقية، جندت لأجله «الوطن» كل منصاتها الإلكترونية من فايسبوك وتويتر وانستغرام وبريد الكتروني. ودعت المتتبعين الى المشاركة في هذه المساحة عبر الرسم والكتابة وتسجيل الصوت للتعبير عن هذا الدعم.
لكن اللافت والمعيب ربما من خلال تصفح الصور المنشورة على تويتر هو استغلال ذوي الاحتياجات الخاصة وإقحامهم في هذا العدوان والإيهام بأنهم يؤيدون هذه الحرب. هذا الهاشتاغ انضم الى سلسلة من الهاشتاغات المساندة للعدوان على اليمن والمجيشة للمغردين للدخول في هذه البروباغندا الإعلامية. وعلى الرغم من ضعف الجبهة الإلكترونية المقابلة لا سيما اليمنية وقصورها عن إجراء أي تكافؤ في الحرب الدائرة (الأخبار7 -4-2015)، فقد برزت قبل يومين حملة منظمة مضادة تحت عنوان «الجبهة المجازية» رافقها هاشتاغ: «#صرنا_ع_تويتر» الذي يشير بوضوح الى صحوة الكترونية واستحداث حسابات جديدة على تويتر للناشطين وتفعيل وجودهم أكثر في هذا العالم.
تويتر وفايسبوك، نُشرت صور تشي بأن هؤلاء أرادوا تطويع العالم الافتراضي لاستخدامه كسلاح فعال في العدوان الدائر على اليمن. هكذا عُسكر التويتر وألبس طائره الشهير خوذة الحرب وحمّل البندقية استعداداً للخوض في هذه الجبهة الافتراضية العسكرية. اللافت في هذه الحملة سرعة تفاعلها وجهوزيتها بالصور والتعليقات للدخول في هذه «الحلبة» إن صح التعبير.
بالمختصر وكما رأينا اتكاء الإعلام السعودي بشكل أساسي على الشبكة العنكبوتية لتطويعها في الترويج والبروباغندا منذ بداية العدوان على اليمن، يظهر أن صحوة ـ ولو متأخرة ــ دخلت غمار هذه الحرب الإفتراضية لتقابل كل ما ينشر من دعاية سياسية وعسكرية سعودية. فهل تنجح في إختراق هذه الجبهة، لا سيما مع خفوت التفاعل الإفتراضي الخليجي والتفتيش حالياً عن حل سياسي يخرج المملكة وأعوانها من مستنقع اليمن؟