لم يستبعد رئيس الهيئة السياسية والامنية في وزارة الامن الاسرائيلية، اللواء عاموس غلعاد، نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، رغم تحذيره من أن «العدو يملك قدرات عسكرية هائلة، لم يسبق لها مثيل». لكنه لفت الى عوامل تمنع حتى الآن نشوب الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وتتركز أساساً على قدرة الردع الاسرائيلية من جهة، وانشغال حزب الله في معارك مع أطراف ثالثة من جهة أخرى. واستبعد أن تلجأ إسرائيل الى حرب استباقية في وجه حزب الله، خاصة إذا لم يكن هناك سبب يدعو الى ذلك، «ما يعني ضرورة المحافظة وتعزيز قدرة الردع التي تمنع الحرب، إضافة الى تطوير القدرات الدفاعية التكنولوجية وتعزيز المجالات الاستخبارية».
وفي ندوة عقدت في بئر السبع، أمس، أكد غلعاد أن التحدي الأهم لإسرائيل هو الاتفاق النووي الذي يسير في اتجاه التبلور مع طهران، محذراً من أن جعل إيران «دولة عتبة نووية» من شأنه أن يخلّ بالتوازن في المنطقة، إذ ستسعى الدول التي تدعم الارهاب الى حيازة أسلحة نووية. ولذلك، بحسب غلعاد، على إسرائيل والولايات المتحدة درس إمكان القيام برد عسكري عند الضرورة، مع إبقاء كل الخيارات على الطاولة.

إسرائيل لن تلجأ
الى حرب استباقية إذا لم يكن هناك سبب يدعو إلى ذلك


الى ذلك، وفي سياق الرسائل الاسرائيلية لحزب الله، أشارت صحيفة «معاريف» الى أن اللواء 188 مدرعات في الجيش الاسرائيلي أنهى أخيراً مناورة خاصة في منطقة الجولان السوري المحتل، تحاكي احتلال قرية نموذجية في جنوب لبنان، في إطار السيناريوات التي يرسمها الجيش للحرب المقبلة، ومن ضمنها الدخول البري الى لبنان. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الحرب المقبلة تستلزم الى جانب هجمات سلاح الجو دخولاً برياً الى عمق أراضي العدو، مع الادراك المسبق للتحديات الماثلة أمام الجيش في مواجهة عناصر حزب الله.
وكان رئيس المجلس الاقليمي للجليل الاعلى، غيرا زلتس، هاجم بشدة قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي، التي كشفت أخيراً أن حزب الله قادر خلال الحرب المقبلة على إطلاق ما بين 1000 و1500 صاروخ يومياً باتجاه الاراضي الاسرائيلية، مشيراً الى أن هذا الكشف صدم المستوطنين الذين يريدون أن يعيشوا حياتهم بصورة طبيعية. وطالب الجيش الاسرائيلي بالتحوّل من عقيدة الدفاع الى عقيدة الهجوم في المواجهة المقبلة، وأن يعمل على إفهام الطرف الاخر حجم الاضرار التي ستلحق به في حالة الحرب مع إسرائيل، «الأمر الذي يدفع حزب الله الى دراسة الجدوى من شنّ أي هجوم ضدنا».