فرضت العدالة نفسها في الدوري اللبناني لكرة القدم مع إحراز العهد لقب الدوري قبل مرحلتين على نهاية البطولة، ففاز الفريق الأفضل باللقب وجرد منافسه الأول من لقبه فتراجع النجمة الى المركز الثالث بعد خسارته من العهد 0 - 2 على ملعب صيدا، مع صعود الأنصار الى المركز الثاني بعد فوزه على طرابلس 1 - 0 في افتتاح الأسبوع السبت.
العهد ضمن اللقب بأفضل طريقة، فهو كان يحتاج الى نقطة كي يضمن البطولة، لكنه بدل ذلك حصد ثلاث نقاط من خصمه النجمة ليثأر بذلك لخسارته ذهاباً 0 - 1. ولم يكن بإمكان العهد، من الناحية المعنوية، أن يفوز بالبطولة وفي الوقت عينه أن يكون خاسراً من النجمة ذهاباً وإياباً. وعليه، دخل لاعبو العهد مصممين على ضمان اللقب بأفضل سيناريو. فكان لهم ما أرادوا حين تقدموا مبكراً عبر هدف ريمي في الدقيقة الثامنة بعد خطأ من لاعب النجمة محمد قاسم، فجاء الهدف بمثابة الضربة المعنوية الكبيرة لمساعي النجمة وبدايتهم الجيدة في اللقاء. وبدا أن الهدف أصاب لاعبي النجمة في مقتل، إذ هبط أداؤهم تدريجاً مقابل تلقي العهداويين جرعة معنوية بهدف أراح أعصابهم من ضغط مرور الوقت من دون هز الشباك النجماوية. وأكّد العهداويون تفوقهم وترجموه من خلال هدف أحمد زريق الذي جاء من كرة حرة في الدقيقة 38 ليدخل بطل لبنان الجديد الى غرفة الملابس مرتاحاً، في حين دخل النجماويون قانعين بضياع لقب لم يقاتلوا للحفاظ عليه بالطريقة الصحيحة.
وفي الشوط الثاني، تحسّن أداء النجمة وخصوصاً مع دخول حسن المحمد لكن ليس بالشكل الكافي الذي يسمح بقلب الطاولة على العهداويين الذين بدوا كأنهم ليسوا في وارد السماح بإفساد يومهم وعدم تقديم الفرحة للجمهور العهداوي الكبير الذي حضر، في ظل العرض الرائع الذي قدموه من دون تحديد أي لاعب كون جميع لاعبي العهد كانوا نجوماً بعكس لاعبي النجمة الذين كانوا ضيوفاً على اللقاء، باستثناء سي الشيخ.
في الوقت عينه، كانت الأمور في أسفل الترتيب تزداد اشتعالاً مع فوز الراسينغ على الساحل 1 - 0، وتعادل التضامن مع مضيفه الإخاء الأهلي عاليه سلباً، ليتحول الصراع على الهروب من الهبوط الى صراع رباعي مفتوح على جميع الاحتمالات في الأسبوعين الأخيرين.
في مكان آخر وتحديداً في المرداشية، نجح الشباب الغازية في ضمان بقائه في الدرجة الأولى بعد تعادله مع مضيفه السلام زغرتا 2 - 2 بعدما كان متأخراً 0 - 2 في الشوط الأول حين سجّل عمر زين الدين في الدقيقة 25، وعزز التشيكي بتر تراب النتيجة في الدقيقة 44.
وفي الشوط الثاني، فاجأ الغازية الجميع حين عادل النتيجة في ظرف دقيقتين عبر حسن دنش في الدقيقتين 58 و61، لتنتهي المباراة 2 - 2 ويرفع الغازية رصيده الى 24 نقطة، وبالتالي ضمانه البقاء كون الفارق أصبح سبع نقاط عن الإخاء والراسينغ اللذين يملكان 17 نقطة لكل منهما.
الراسينغ رفع رصيده الى 17 نقطة بعد فوزه الغالي على شباب الساحل 1 - 0 على ملعب برج حمود سجله التشيكي دايفيد ستريهافكا في الدقيقة 77. وشهدت المباراة طرد لاعب الساحل حسين الدر الذي تعرض بالضرب لأحمد حجازي الذي طرد أيضاً لنيله الإنذار الثاني في الدقيقة 83، علماً بأن اللقاء شهد تغييراً في هوية الحكم الرئيسي حيث قاد الشوط الأول الحكم جميل رمضان، قبل أن يتعرض للإصابة ويقود الحكم الرابع محمد زعتر الشوط الثاني.
أما الإخاء فقد أصبح رصيده 17 نقطة بعد تعادله المخيب مع ضيفه التضامن صور 0 - 0 على ملعب بحمدون الذي بدأ يستعيد صوره الحضارية للأسبوع الثاني على التوالي مع حالة الانضباط الأمني والإداري وحتى الجماهيري، رغم بعض التوتر المقبول من قبل بعض الجمهور نظراً إلى حراجة وضع الإخاء.
الأسبوع العشرون افتُتِح بمباراتين لا تؤثران على الترتيب، لكنهما تحملان نواحي معنوية. فالنبي شيت حافظ على وتيرته التصاعدية محققاً فوزه الثالث توالياً بقيادة المدرب محمد الدقة، وكان هذه المرة على حساب الصفاء 2 - 1 على ملعب النبي شيت. سجل لصاحب الأرض علي ناصر الدين والسنغالي الشيخ ديوك في الدقيقتين 22 و50. أما هدف الصفاء فجاء من ركلة جزاء بعد لمسة يد على علي ناصر الدين، ترجمها نور منصور الى هدف التقليص في الدقيقة 90.
وفي طرابلس، نجح الأنصار في خطف المركز الثاني بعد فوزه على طرابلس 1 - 0 سجله لاعب طرابلس السابق ابراهيم سويدان في الدقيقة 38. وسيتلقي الفريقان مجدداً في نصف نهائي الكأس يوم الجمعة المقبل.