لماذا أنهى السجناء الإسلاميون في المبنى «د» في سجن رومية تمردهم ليل الجمعة الفائت، ولماذا انتفضوا مجدداً ليل أمس؟ عن المشهد الأول، قيل إن مسؤول القوة الضاربة المقدم خالد عليوان ومستشار وزير الداخلية، العميد منير شعبان، توافقا مع خالد يوسف (أبو الوليد)، «أمير الإسلاميين» في المبنى «ب»، على إنهاء التمرد وإطلاق الحراس الاثني عشر والطبيبين الذين احتجزهم السجناء وإعادة الهدوء مقابل وعود بتخفيف الإجراءات المشددة في المبنى وإعادتهم إلى «إمارتهم» في المبنى «ب» فور إنجاز تأهيله مطلع الشهر المقبل.وقيل عن المشهد الثاني إنه تمرد ارتدادي للضغط على قيادة السجن بالسماح للسجناء بتحويل زنازينهم إلى أجنحة مفتوحة كما كانت الحال في المبنى «ب». ولتدارك تطور الأمور، وصل قائد الدرك العميد الياس سعادة إلى السجن مساء أمس، في محاولة لتطويق التمرد، في وقت طوقت فيه القوة الضاربة والفهود المبنى. وخشية اقتحام المبنى (وهو ما لم يحصل في تمرد الجمعة)، ألقى السجناء من النوافذ الحجارة على العسكريين المتأهبين في الباحة الخارجية. لكن الدواء السحري مجدداً لدى «أبو الوليد» أمس أعطي دوراً مماثلاً لتهدئة زملائه.

ظنت الدولة أنها استوعبت تمرد الجمعة. حفظت ماء وجهها ووجه الخطة الأمنية التي يصر أصحابها على أنها أنهت «إمارة رومية». في حين جزم الوزير نهاد المشنوق بأن «الأمور تحت السيطرة ولن يعود الوضع كما كان مهما كان الثمن». لكن الوضع عاد أسوأ مما كان في المبنى «ب». منذ صباح السبت، يحذر حراس الزنازين من التعامل كما يجب مع السجناء الذين «هددوهم باستئناف تمردهم واحتجازهم وذبحهم» بحسب مصادر من داخل السجن. لم تدخل قوة الفهود أو القوة الضاربة إلى المبنى، ما يعني بأن أبواب الزنازين والأجنحة لا تزال مخلعة والحنفيات والمغاسل والمراحيض لا تزال محطمة على غرار كاميرات المراقبة. وبالتالي، يعمل السجناء، على مهل، على صنع المزيد من الآلات الحادة مما تيسر من المواد المتوافرة لاستخدامها لاحقاً.
على صعيد متصل، نفذ عدد من زوجات وأمهات السجناء الإسلاميين في طرابلس، السبت، اعتصاماً في ساحة عبد الحميد كرامي ضد الإجراءات المشددة ومنع الزيارة الأسبوعية يوم السبت استثنائياً بسبب التمرد الذي وقع. وعمدت المعتصمات الى قطع الطريق باتجاه بيروت لبعض الوقت.