خارت قوى الموقوف الشيخ عمر بكري فستق في الطريق من سجن رومية إلى المحكمة العسكرية أمس. كاد عناصر القوة الضاربة أن يحملوه للدخول إلى القاعة. بدا منهكاً حافي القدمين ويرتدي سترة للنوم متسخة، فيما غطى وجهه ولحيته ويديه غبار الدخان الأسود. قبل أن يسأله أحد، قال بصوت منكسر إنه «ضحية الشغب الذي حصل في رومية». برغم أنه «يستنكره ويرفض تكسير محتويات السجن»، لكن القوى الأمنية «لم توفرنا من العقاب». دخلت فجراً إلى الزنازين «وانهالت علينا بالضرب وعرّتنا من ثيابنا».
خلع سترته، كاشفاً ظهره وقد تورم احمراراً بسبب الضرب بالعصا. هذا ما فعله أيضاً الموقوفان شادي الزيلع والشيخ محمد بسام حمود. من خارج سياق استجوابهم، استعرض الثلاثة مع حسام الصباغ، كيف بدأ التمرد في السجن منذ يوم الجمعة، بقيادة خالد يوسف (أبو الوليد) وأبو تراب اليمني. التزموا زنزانتهم حتى طلب «الشيخان» منهم المشورة حول العسكريين المحتجزين. أفتوا بضرورة إطلاق سراحهم. وجزموا بأن «الكثير من السجناء وهم من مختلف الطوائف عارضوا التمرد الذي أدى إلى تكسير المراحيض والمغاسل ومحتويات الغرف وأحرق الفرش والأغطية وارتد بالضرر على السجناء فقط».
بسبب أحداث رومية، امتنع عدد من السجناء عن الحضور منهم زياد علوكي. أما في المبنى «د»، فقد تكرر مشهد العملية الأمنية في المبنى «ب». للمرة الثانية في أربعة أشهر، اقتحمت الفهود والقوة الضاربة الزنازين وفرقت السجناء بالقوة ونقلت القادة الإسلاميين إلى زنازين منفصلة عن باقي السجناء. مصادر مواكبة أوضحت أن التدبير «مؤقت ريثما تنتهي ورشة ترميم المبنى (ب) مطلع الشهر المقبل لينقل السجناء مجدداً إلى قواعدهم بتوزيع أمني يمنع حصول تمرد جديد».
إثر تفقده سير العملية، تعهد وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن «إمارة رومية لن تعود مهما كلف الثمن وسبب التمرد الاكتظاظ بعدما وضع ألف ومئة سجين في مبنى يتسع في حد أقصى لأربعمئة، ما أدى الى ازدياد الفوضى وقيام تحالفات بين إرهابيين وسجناء عاديين». القوى الأمنية «تسيطر بنحو كامل على السجن واتخذنا الإجراءات اللازمة لعدم تكرار العملية». وأعلن «تكليف لجنة تحقيق مسلكية لمعرفة الأسباب التي أدت إليها». بناء سجن مركزي سيكون على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة، لبحث استكمال تأمين التمويل.
واستنكاراً، غرد أحمد الأسير للمرة الثانية حول رومية. اعتذر من نساء السجناء اللواتي يفترشن طرقات طرابلس. واتهم المشنوق بأنه «يتفرعن ويؤتمر من سيده زعيم الصحوات ناسياً أن الأيام دول».