قبلت وزارة الداخلية والبلديات استقالة الأعضاء الخمسة لمجلس بلدية صفد البطيخ (بنت جبيل)، الذين قدموا استقالاتهم منذ 10 أشهر وعلى نحو جماعي أمام قائمقام بنت جبيل خليل دبوق، ما يعني حلّ المجلس البلدي، لفقدانه أكثر من نصف أعضائه، اذ ان المجلس البلدي مؤلف من تسعة أعضاء.
والمعروف أن أعضاء المجلس البلدي فازوا في الانتخابات البلدية الماضية بعد اتفاق بين حركة أمل وحزب الله على أن ينال حزب الله أربعة أعضاء من بينهم نائب الرئيس، وتنال حركة أمل خمسة أعضاء من بينهم الرئيس الحالي سهاد زين الدين، الذي اوضح أنه " منذ ثلاثة أعوام تقريباً حصل خلاف بين رئيس البلدية وأعضاء حزبيين في البلدة، على خلفية اعتراض الرئيس على استملاك جمعية تابعة لحزب الله لأرض متنازع عليها، الأمر الذي أدى الى الخلاف ومقاطعة حضور جلسات المجلس البلدي من الأعضاء الأربعة الذين يمثلون الحزب"، وبعد ذلك جرى تعيين أمين لصندوق البلدية، بعد امتحانات أشرف عليها محافظ النبطية، لكن ذلك أدى الى اعتراض أحد أعضاء البلدية، المحسوب من حصة حركة أمل، وكان ذلك سبيلاً لانتقال العضو المذكور الى حصة حزب الله، لتصبح حصة الأخير خمسة أعضاء، فقدموا استقالتهم لتطير المجلس".
واوضح الأعضاء المستقيلون أن "بينهم عضوين من كتلة حركة أمل، اضافة الى أن الاستقالة لا خلفية حزبية لها، بل على خلفية اتهام الرئيس بهدر المال العام".
كتب رئيس البلدية على صفحة البلدية على "الفيسبوك": "وأخيراً جرى الاتفاق على قبول استقالة الأعضاء الخمسة من بلدية صفد البطيخ، وأضحى المجلس البلدي منحلاًّ على نحو رسمي، بعد معاناة استمرت 16 شهراً بسبب مرض السياسة والحقد والكراهية والافتراء، أصابت بعض أعضائه وشلّت عمله وأوقفت مشاريعه"، مشيراً الى أنه " سوف يجري خلال أيام اصدار قرار وزاري بتعيين قائمقام بنت جبيل رئيساً للبلدية بالوكالة"، لافتاً الى أن " البلدية أنجزت عدة مشاريع حيوية في البلدة واهتمت بالبشر قبل الحجر، وأصابت في عدة أمور وأخطأت في البعض الآخر، وبرغم أننا بذلنا كل ما في وسعنا لتقديم الخدمات للأهالي، الاّ أن أولياء الأمر يريدوننا خاتماً في اصبعهم ونحن نأبى الاّ أن نكون تاجاً على رؤوسهم".
يذكر أن مجلس بلدية صفد البطيخ السابق أيضاً، الذي جرى انتخابه عام 2004، قد تعرّض للمشكلة عينها، بعدما فازت اللائحة المدعومة من حركة أمل بسبعة أعضاء مقابل اثنين لحزب الله. اثنان من هؤلاء السبعة هم من " المستقلين" الذين قرّروا، حينها، الدخول في اللاّئحة المدعومة من الحركة، الاّ أنهما بعد نجاحهما قرّرا الانقلاب لمصلحة حزب الله، وهناك فائز آخر منظّم في حركة أمل كان يطمح لرئاسة البلدية، لكن حركة أمل، التي ينتمي اليها دعمت شخصا آخر لهذا المنصب، الأمر الذي جعل هذا العضو ينقلب على لائحته لمصلحة حزب الله، وبذلك اصبحت البلدية، وقتها، بأغلبية اعضائها قد جنحت لمصلحة حزب الله. الأمر الذي جعل من حركة أمل تسحب أعضائها الأربعة عبر تقديم استقالاتهم من البلدية أمام القائمقام، وكان من بينهم العضو الوحيد الذي يمثل المسيحيين في البلدة، لكون هذه البلدة من البلدات التي تجمع بين المسلمين الشيعة والمسيحيين، ولذلك جرى تعطيل عمل البلدية، لمدة عامين الى أن جرى توافق سياسي ساهم في اعادة الأعضاء الذين كانت استقالاتهم لا تزال معلّقة.