ساعات قليلة فصلت بين إعلان البنك المركزي المصري، أمس، أنه تسلم ودائع قيمتها ستة مليارات دولار كانت السعودية والإمارات والكويت قد تعهدت بتقديمها إلى مصر، وإعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده «لن تسمح لأي قوى تسعى إلى بسط نفوذها على العالم العربي».قد لا يكون الرابط بين الحدثين لازماً على اعتبار أن الأموال المقدمة كانت محل وعد سابق وضمن نتائج مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الشهر الماضي، ولكن التوقيت تزامن مع إعلان السعودية قبل أيام أنها أوقفت عدوانها على اليمن فيما تواصلت غاراتها لليوم الثالث على التوالي.

السيسي قال إن بلاده «ستبقى حريصة على السلام وملتزمة به»، مشيراً إلى أنها «لن تسمح بتهديد أمنها القومي ولن تسمح لأي قوى تسعى لبسط نفوذها على العالم العربي». الكلمة جاءت في الذكرى الـ33 لانسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء (من دون طابا)، التي توافق غداً السبت، وقال فيها السيسي إن بلاده «حققت سلام المنتصرين، وتحميه بقوات مسلحة قادرة وتبذل أقصى الجهد من أجل تحقيق سلام شامل عادل لا تقتصر آفاقه فقط على تحقيق التنمية والاستقرار، ولكن تشمل القضاء على أحد مبررات الإرهاب التي تستند إليها الجماعات المتطرفة»، لافتاً إلى أن «مواجهة الإرهاب والتطرف لا تقتصر على الداخل المصري بل تتم في منطقة صعبة تمر بأزمات، ومن أمثلتها الانقسام الطائفي وغياب الأمن وإراقة الدماء وزعزعة الاستقرار».
لذلك رأى الرجل أن القاهرة «لا يمكن أن تنعزل عن قضايا المنطقة وتتجاهل انعكاساتها على الأمن القومي التي ترتبط بأمن واستقرار الشرق الأوسط وأمن الخليج العربي والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط، فضلاً عن الأوضاع في الدول الأفريقية، لا سيما في دول حوض النيل».
في غضون ذلك، أعلن البنك المركزي المصري أنه تسلم ودائع قيمتها ستة مليارات دولار من ثلاث دول خليجية. وقال رئيس البنك المركزي، هشام رامز، إنّ «الودائع الخليجية دخلت أرصدة الاحتياطي الاجنبي لمصر بواقع 2 مليار من كل دولة»، موضحاً أنّ الفوائد على هذه الودائع تبلغ 2،5%، وأن آجالها تراوح بين ثلاث وخمس سنوات.
وبذلك يكون احتياطي مصر من النقد الأجنبي ارتفع إلى 21.290 مليار دولار تقريباً، إذ كان البنك المركزي قد أعلن أن الاحتياطي بلغ في نهاية آذار 15.290 مليار دولار، فيما تأمل القاهرة أن يساهم ذلك في تخفيف الضغوط على الدولار وتحقيق الاستقرار في سوق الصرف. كذلك سيكون هذا المستوى هو الأعلى لاحتياطي النقد الأجنبي في البلاد منذ تشرين الأول 2011، أي منذ ثلاث سنوات ونصف السنة تقريباً.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)