حلب | عادت السخونة أمس إلى محاور القتال في حلب وريفها بعد ليلة هادئة حيث اشتعلت المعارك بعيْد تفجير نفقين في المدينة القديمة، على مقربة من شارع التلل التجاري، في وقت حقّقت فيه وحدات الجيش السوري تقدّماً في محور خناصر ــ أبو الظهور، ما يعني تأميناً أكبر للشريان الوحيد الذي يربط حلب ببقية المحافظات.
وفشلت الجماعات التكفيرية في حلب القديمة في اختراق المواقع الدفاعية للجيش واللجان الشعبية في محور الجديدة ــ التلل رغم تفجيرين ضخمين في نفقين ظهر أمس.
منطقة ساحة الحطب في قلب حي الجديدة التاريخي تساقطت فيها أطنان من أكوام التراب والغبار على مساحة قطرها أكثر من 200 متر، ووصلت حتى شارع التلل التجاري الشهير، ثمّ أعقب ذلك سقوط كثيف للقذائف على المنطقة الممتدة من الجديدة حتى ساحة سعد الله الجابري. المعارك أصابت الجزء الشرقي من الوسط التجاري بالشلل حيث أقفلت المتاجر وسارع السكان إلى مغادرة المنطقة، وبحلول المساء توقفت الاشتباكات على طول خطوط التماس بين وحدات الجيش والمسلحين من صلاح الدين حتى بستان القصر والأسواق القديمة.
إلى ذلك، وفي حدث مشابه لـ «جيش الفتح» في ادلب وتجربته الناجحة حتى الآن، أُعلن أمس، باستثناء «جبهة النصرة»، إنشاء «غرفة عمليات فتح حلب» التي تضمّ «الجبهة الشامية»، و«أحرار الشام»، و«فيلق الشام»، و«كتائب الثوار الشام»، و«جيش الاسلام»، و«كتائب فجر الخلافة»، و«تجمّع فاستقم كما أمرت». وفي شرقي خناصر الواقعة في أقصى جنوبي شرق محافظة حلب، أنهت وحدات من الجيش عملية نوعية، حيث أكد مصدر عسكري أن ثلاث قرى على محور أبو الظهور ــ خناصر باتت آمنة بعد «هجوم مباغت استهدف تجمعات للعناصر الإرهابيين كبدهم عشرات القتلى والمصابين وانتهى بتثبيت السيطرة على قرى رملة ومربع السلوم ومربع الكبير». وتقع هذه القرى في منطقة جبلية وعرة بين خناصر ومطار أبو الظهور الواقع في أقصى جنوبي شرق محافظة إدلب.
إلى ذلك، استشهد أب وابنته البالغة من العمر خمسة أعوام إثر سقوط قذيفة «مدفع جهنم» على البناء الذي تقطنه العائلة في حيّ شارع النيل الحلبي، فيما استشهد مواطن آخر في حيّ ميسلون على يد قناص متمركز في شارع باب الحديد المطل على الحي.
في السياق، قال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إنّ وحدة من الجيش استهدفت تجمعاً «للإرهابيين في حي الصاخور وفي قرية الشيخ أحمد ما أوقع خسائر كبيرة في صفوفهم»، كما أكد المصدر «مقتل ما لا يقل عن عشرين إرهابياً من عناصر تنظيم داعش إثر استهداف تجمعاتهم بالقرب من صوامع الحبوب في رسم العبود، وغربي المحطة الحرارية».