القاهرة | لم تعد فرق «الأندرغرواند» في مصر تستحقّ هذه الصفة. خرجت من تحت الأرض وبات لها جمهور عريض. لكن هذا الجمهور سيواجه صعوبات في الوصول إليها مستقبلاً، بعدما بات واضحاً أن هناك من يريد أن يجعلها «أندر كونترول». لدواعي أمنية، أُلغي الكرنفال الغنائيّ الذي كان سيقام في حديقة أنطونيادس في الإسكندرية (أقدم حدائق مدينة الإسكندرية) وتحييه فرق «مسار إجباري» و «كاريوكي» و «نور بروجكت».
كالعادة، يصل قرار الإلغاء قبل ساعات من الإنطلاق بعد أن تكون الفرق قد أنهت التحضيرات، والجمهور حصل على البطاقات، والكلّ مستعدّ للإستماع إلى غناء وموسيقى من نمط مختلف. اللافت أنه رغم تضاعف جمهور هذه الفرق في السنوات الأخيرة، إلا أنّه لم يصل بعد إلى معادلة جمهور/ مطرب على غرار محمد منير. لكن الأوّل تم إلغاء حفله في عيد «شمّ النسيم» قبل أيام، وفرق «الأندرغرواند» أيضاً تعرّضت للأمر نفسه، وكأنّ فكرة الحفلات مرفوضة من جهات الأمن. هل بات مطلوباً القضاء على أيّ تجمّع شبابي؟ مباريات كرة القدم تقام الآن في مصر من دون جمهور، لكن الحفلات يستحيل أن تقام كذلك، بالتالي الحلّ هو إلغاؤها تماماً كما يحدث كل فترة في المحروسة. لكن الجديد كان في الأسباب الإضافية لإلغاء الكرنفال، إذ قالت مديرية أمن الإسكندرية لفريق «مسار إجباري» إن الأخير «يقدّم سلعة تحريضية، ولا يقوم بالغناء للإنجازات» بحسب جريدة «المصري اليوم». هذا ما دفع الكاتب عمر طاهر إلى التعليق بأنّ «وجود فريق كـ «مسار إجباري» يقدّم هذه النوعية من الموسيقى وذاك النمط من الغناء، هو إنجاز بحدّ ذاته يجب أن تحافظ عليه الدولة». وفق طاهر، يجب إنتاج أغنية عن الفريق لا منع حفلاته. الأصوات الغاضبة من إلغاء الحفلات أثارت القلق، وإعتبرت أن هناك مخطّطاً لوضع تلك الفرق تحت التحكّم أو «أندر كونترول»، وأن تغنّي مجدداً في أماكن ضيّقة ولحضور بالمئات لا بالآلاف. هذا الأمر رآه هؤلاء إرتداداً واضحاً على مكاسب الشباب بعد "ثورة يناير"، أقله المكاسب الفنية. لم يحقّق الشباب أيّ إنتصار سياسي بسبب كل المجريات التي شهدتها المحروسة في السنوات الخمس الأخيرة. لا ردّة فعل للفرق على إلغاء الحفلات، لأن الحلول البديلة شبه معدومة فيما الانتقادات مستمرّة تجاه سياسة وزارة الداخلية التي تلجأ إلى الدواعي الأمنية كلما أرادت إلغاء حفل. كما أنها لا تحاول توفير الأمن من أجل خروج الحفلات في مواعيدها، بدلاً من إتهام المطربين بأنهم يقدّمون سلعة تحريضية.