العريفان في الدفاع المدني محمد المولى وعادل سعادة، شابان في عمر الورود استشهدا نهار الإثنين الماضي لدى إخمادهما حريقاً في مطبعة في منطقة مار الياس. استشهدا بسبب تقصير في الجهاز المدني نفسه أم قضاء وقدراً، فهذا ما يحدده التحقيق. لكنّ تقصيراً آخر ظهر في المنصات الإعلامية التقليدية والجديدة. خلال الأيام الماضية، تعامل الإعلام مع الشابين من جهة واجبه المهني بتغطية الحدث وطرح الأسئلة حول مصرعهما، ولم تثر قضيتهما بالطريقة اللازمة بخلاف قضايا أخرى قد تقل اهميتها عن استشهاد هذين الشابين.
جمهور السوشال ميديا الحاضر دوماً في كل ساحاته الإفتراضية لم يعر اهتماماً للموضوع. قليلة هي التغريدات والتعليقات التي صاحبت هذه الفجيعة. المولى وسعادة ربما لم يرتفعا الى مصاف النجوم، لا ندري هنا، ما هي المعايير التي تصنع منهما نجمين؟! اليسا شهيدين قضيا أثناء قيامهما بواجبهما الإنساني والمهني؟. قصتهما كما قصة العديد من الشباب لم تروَ كفاية: كان المولى ينتظر ولادة ابنه بعد أشهر قليلة، وسعادة يتحضر لزفافه، قضيا حصاراً بالنيران في المطبعة وبقيا طيلة ساعات الفجر الى الصباح مرميين على الأرض، جثتين محترقتين. الا يستحقا مساحة تكريم وتحية لما قاما به وقضيا من أجله؟ شهدنا في الأيام الماضية ضجة لا مثيل لها بعد الرحيل المؤسف للممثل عصام بريدي. بعدها، انشغل الجمهور بحضور الممثلة العالمية سلمى حايك لإفتتاح فيلمها «النبي» في بيروت. وبعد ذلك حضرت اليسا وأداؤها لنشيد«موطني». الأكيد من كل ما ذكر أنّه حتى الجمهور الإفتراضي أهمل قضية تمسّه كما تمس كل الناس. عذراً محمد وعادل، عذراً لإبتسامتكما في صوركما السعيدة، فهذا البلد ربما لا يستحق تضحياتكما!