للمرة الثانية خلال ستة أشهر يجتمع قادة مصر وكل من اليونان وقبرص من أجل بلورة "تحالف شرق أوسطي في مواجهة تركيا" ومكافحة الارهاب واستغلال الغاز الاوسطي. وذكر موقع "واللا" العبري أن القمة التي عقدت بين الدول الثلاث هدفت الى تنسيق المواقف بشأن "مكافحة الارهاب" وشؤون اقتصادية وسياسية. وأضاف الموقع أن هذا اللقاء يأتي ضمن إطار محاولة تشكيل جبهة موحدة في مواجهة تركيا التي تحولت، بحسب الموقع، الى خصم، وتقريباً الى عدو.
ولفت الموقع أيضاً الى أن القمة الثلاثية التي عقدت في نيقوسيا بحثت قضايا إقليمية، وعلى رأسها تنظيم "داعش" ونشاطه في منطقة البحر المتوسط، بدءاً من شمال سيناء حتى شواطئ ليبيا. وقال إن "داعش يشكل تهديداً مباشراً لمصر، لكن نشاطه على شواطئ المتوسط يشكل مصدر قلق كبير جداً لليونان وقبرص. وبالنسبة إلى اليونانيين، فإن خطره مزدوج، كون تركيا المجاورة لليونان تسمح لعناصر داعش بعبور حدودها بدون أي عراقيل نحو سوريا والعراق".
وكانت مصر قد اتفقت مع اليونان وقبرص، يوم الاربعاء، على ضرورة تعزيز التعاون بينها في مجال مكافحة "'الإرهاب" في منطقة شرق المتوسط المضطربة. وجاء الاتفاق بين الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، عقب محادثات أجروها في العاصمة القبرصية نيقوسيا.
في السياق الاسرائيلي، أضاف تقرير موقع "واللا" أن "القمة بحثت قضيتين رئيسيتين، استئناف عملية التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، واستغلال اكتشاف الغاز في البحر المتوسط من أجل دفع فرص اقتصادية جديدة في المنطقة". ولفت الموقع أيضاً الى أن "القادة الثلاثة، ومن بينهم اثنان هما السيسي واناستاسيادس يعتبران مقرّبين جداً من إسرائيل، دعوا الى استئناف مفاوضات التسوية بهدف إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية". كذلك أكد البيان الختامي الصادر عن القمة أن "مصر ستبذل الجهود للتوصل الى اتفاق لوقف النار طويل الامد في قطاع غزة".
وأضاف التقرير أيضاً أن "التعاون المصري القبرصي اليوناني بدأ نهاية عام 2014 بهدف تشكيل قوة مضادة للتأثير السلبي لتركيا في المنطقة". وفي ما يتعلق بدوافع هذا التحالف، رأى التقرير أن "التأثير السلبي لأنقرة دفع الدول الثلاث الى محاولة العمل بشكل مشترك لدفع الاستقرار في المنطقة، الى جانب دفع المصالح الاقتصادية المشتركة للدول الثلاث". وتابع أن هناك "خلافات تاريخية تتعلق باحتلال تركي لشمال قبرص، الذي مرّ عليه نحو 40 سنة، فيما اليونان قلقة من طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإمبريالية ومن تأييده الصامت للتنظيمات الإرهابية، فيما تنظر مصر إلى تركيا كتهديد لاستقرارها بعد تأييدها حركة الإخوان المسلمين».
الى ذلك، أشار التقرير الاسرائيلي الى أن «اليونان وقبرص تعتبران من أكبر داعمي السيسي في الاتحاد الأوروبي، وعملتا على منع فرض عقوبات على نظام السيسي في أعقاب إسقاط حكم الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي". وأضاف أيضاً أنهما عملا معاً أيضاً مع دول أخرى من أجل منع ذلك. وأوضح أن "اسرائيل لعبت دوراً مشابهاً بالنسبة لمصر في مقابل الادارة الاميركية والكونغرس في واشنطن". وأضاف أن «إسرائيل شريكة أيضاً في مسعى الدول الثلاث لتطوير سوق الغاز، وقامت في السنوات الأخيرة ببحث التعاون في هذا المجال مع تلك الدول».
ومن الناحية الامنية، رأى التقرير أن "العلاقات الاسرائيلية المصرية بلغت الذروة". أما بالنسبة للعلاقات مع اليونان فيشير إلى أن «إسرائيل واليونان أجرتا مناورات عسكرية مشتركة واسعة في السنوات الأخيرة».
ويختتم التقرير بالقول: «بشكل رسمي، إسرائيل ليست شريكة في هذا التحالف الثلاثي الذي يتشكل بين مصر واليونان وقبرص، لكن أطراف هذا التحالف تدرك أنها المستفيدة غير المباشرة منه، وأن بوسعها المساهمة في تعزيزه».