يشيّع حزب الله وسرايا المقاومة اليوم الفلسطيني الشهيد مجاهد بلعوس الذي اغتاله مجهولون أمام منزله في حي طيطبا في عين الحلوة، ليل الأحد. موكب التشييع سيلامس طرف المخيم لناحية سيروب حيث يقع منزله على بعد أمتار من حاجز الجيش، ثم يخرج في اتجاه مقبرة سيروب. وتقبل التعازي في مسجد الموصلي خارج المخيم أيضاً.
وفيما يتجنّب الحزب إثارة فتنة جديدة داخل المخيم رغم اغتيال المقاوم مروان عيسى قبل شهر وقبله ثلاثة من عناصر السرايا داخل المخيم منذ مطلع العام الجاري، ينتظر أن تقوم الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية بواجبها في اعتقال المتهمين. لكن الوعود لم تصدق، حتى إن الحواجز التي تعهدت القوة بنشرها في حي الطوارئ سقطت تحت تهديد «الشباب المسلم» (بقايا «جند الشام» و»فتح الإسلام»). فهل تقلب دماء بلعوس المشهد؟
التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية الإسلامي بلال بدر عن الجريمة التي كان أسلوبها مختلفاً. عمد الجناة بداية إلى قطع الكهرباء عن منزله من علبة الكهرباء على العمود. ولما خرج لتحويلها مجدداً، أطلقوا النار عليه من مسافة قريبة، فأصيب في صدره. الجناة فروا إلى جهة مجهولة، فيما تنادى السكان عند سماع إطلاق النار ونقلوه إلى المستشفى في صيدا حيث توفي متأثراً بإصابته. استهداف بلعوس كان أشد وطأة من اغتيال من سبقوه. «أبو جهاد»، الأربعيني الذي يعمل في قسم أشعة في مستشفى في صور، معروف بأخلاقه العالية وبخطه المقاوم منذ صغره في صفوف الجهاد الإسلامي ثم أخيراً مسؤولاً لمجموعة في السرايا. للمرة الأولى، تتبنّى السرايا بشكل واضح شهادة بلعوس من بين عناصرها الذين استهدفوا سابقاً داخل المخيم. فهل يشرعن اغتيال بلعوس عمل السرايا داخل المخيم وصيدا على السواء بعد «انكشاف تواطؤ التكفيريين مع إسرائيل في اغتيال المقاومين وتلف من حولها المؤمنين بنهج المقاومة؟» بحسب مصادر مواكبة.
حتى مساء أمس، لم تكن قيادة الحزب في صيدا قد تلقت زيارة أو اتصالاً من قيادات الفصائل والقوى الفلسطينية. بعيداً عنها، رأى قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، في حديث صحافي، «أن هناك فئة مأجورة تستخدم القتل والجريمة من أجل بث الفتنة وعدم الاستقرار في عين الحلوة والجوار، وباتت أهدافها واضحة لنا ومشروعها أفشلناه في المراحل الماضية، وسيفشل القتلة في نيل مأربهم في القضاء على قضيتنا وحقنا في العودة إلى ديارنا في فلسطين». وأكد «أننا مستمرون في التواصل مع القوى اللبنانية ومتفاهمون على بسط الأمن والاستقرار».
الاغتيال تزامن مع وصول المشرف على الساحة اللبنانية في «فتح» عزام الأحمد إلى لبنان. التقى أمس اللواء عباس إبراهيم برفقة السفير الفلسطيني أشرف دبور، وعقد لقاءً طارئاً في مقر السفارة لأعضاء قيادة الساحة برئاسة أمين سرها فتحي أبو العردات ومشاركة أبو عرب ونائبه منير المقدح.
بيانات استنكار صدرت عن كل من «عصبة الأنصار الإسلامية» والمبادرة الشعبية» في عين الحلوة والجماعة الإسلامية في صيدا التي حذرت «من التمادي في استهداف عين الحلوة لاستدراجه إلى مستنقع الفتنة الداخلية أو الفتنة بينه وبين الجوار». ودعت القوى الفلسطينية «إلى اليقظة وتفويت الفرصة على مشاريع تصفية القضية الفلسطينية».




افتتاح المؤتمر الثالث لـ «ثقافة المقاومة»

برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي، افتتحت الهيئات الأهلية في لبنان والملتقى الجامعي المؤتمر السنوي الثالث لـ «ثقافة المقاومة» في قصر الاونيسكو، في إطار إحياء فعاليات يوم العودة في 15 ايار 2015. عبد الملك سكرية تحدث باسم المنظمين، لافتاً إلى أن «إقرأ عدوك سيكون محور اهتمام مؤتمرنا المقبل». أما الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين وجيه فانوس، فتحدث عن «التلاقي مع اتحاد كتاب فلسطين ومثقفيها لأن فلسطين هي الأساس». كلمة عريجي ألقاها المدير العام للوزارة فيصل طالب. قال: «ما أحوجنا اليوم الى تعميم ثقافة المقاومة بديلاً من ثقافة الإنهزام والتطرف والتبعية. ثقافة مقاومة لكل أشكال استلاب شخصيتنا الثقافية، بأبعادها الوطنية المفتوحة على الإنسانية التي تقدس الحق». فعاليات المؤتمر تستمر اليوم في قصر الأونيسكو وتختتم غداً في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية في زحلة \ز