بينما تدور رحى أحد وجوه الأزمة الاقتصادية بين أصحاب الكابل في لبنان، والقنوات المحلية الثماني محاولةً الاستحصال على باب يدّر بعضاً من المال الى هذه المحطات في صحوتها المتأخرة على حقوقها المشروعة (الأخبار 4/5/2015)، يبدو أن بوادر هذه الأزمة تستفحل داخل أروقتها ونرى اراتداداتها بشكل تسلسلي.
موجات الصرف التعسفي للموظفين والتأخر لأشهر عدّة في دفع الرواتب، أخبار بتنا نسمعها كثيراً هذه الأيام. في الأول من نيسان (أبريل)، فاجأت lbci بصرف ثلاثة موظفين (الأخبار 2-4-2015) عمل أحدهم فيها لأكثر من 30 عاماً (رئيس قسم التصوير كريستيان جعارة) مع حديث عن وجود لائحة بالموظفين المنوي طردهم تدريجاً تجنّباً للضجة الإعلامية. طبعاً lbci ليست وحدها، فأغلب القنوات المحلية تعصف بها رياح الأزمة، ويظهر أن عدداً منها سيحذو حذو «المؤسسة اللبنانية للإرسال» في الأيام المقبلة. مع هذا الانتظار، خرجت أصوات موظفي صحيفة وقناة «المستقبل» ومعها «إذاعة الشرق» مع أنها بقيت ضمن أروقتها. منذ أربعة أشهر، لم يقبض هؤلاء رواتبهم فيما الإدارة لا توضح أسباب هذا التأخير. علماً أن إدارة قناة «المستقبل» مررت قبل شهر مبلغ مليون ليرة لكل موظف، لكن المبلغ الزهيد لا يكفي بالطبع لسدّ أدنى مقومات العيش.

تأخر في دفع رواتب العاملين في التلفزيون والإذاعة والصحيفة

بكثير من العتب والإلحاح يطلب مصدر من قناة «المستقبل» نقل أحوال ما يعيشه هؤلاء الموظفون اليوم، راجياً عبر هذه الصرخة أن يتحرك المعنيون في المحطة. ويلفت الى أن التأخر في دفع الرواتب لا يطاول فقط التلفزيون والإذاعة والصحيفة، بل يتعداه الى أفراد الحرس والأمن الذين يعملون في «بيت الوسط» وجميع الموظفين المندرجين ضمن شركة «ميلينيوم» التي يملكها النائب سعد الحريري وهي شركة تضم العاملين في منازل آل الحريري من حراس وموظفين. وتخرج هذه الأزمة من الحدود اللبنانية لتصب في شركة «سعودي أوجيه» (شركة المقاولات) التي يملكها الراحل رفيق الحريري ولم يقبض موظفوها منذ 3 أشهر مستحقاتهم المالية. ويبقى الاستثناء في هذه المشهدية المأزومة «بنك البحر المتوسط» الذي يملكه الحريري الأب أيضاً، فما زال موظفوه يقبضون معاشاتهم بشكل اعتيادي، بينما يرزح موظفو «المستقبل» بكل تفرعاته تحت الأزمة المالية.