مسعى إسرائيل الحثيث، في هذه المرحلة، يتركز على إفهام حزب الله، بصورة أو بأخرى، أن رده المقبل على اعتداءاتها قد يؤدي إلى حرب ودمار غير مسبوقين في لبنان. وفي هذا الإطار، تستخدم إسرائيل كل ما في جعبتها: تهديدات شبه يومية يطلقها ضباط حاليون وسابقون، مع إعلان، بوتيرة غير مسبوقة، إجراء مناورات وتدريبات عسكرية وتجارب صاروخية، وصولاً إلى تهديد المدير العام لليانصيب قيادات حزب الله!
ففي مقابلة صحيفة «جيروزاليم بوست» مع المدير العام لمؤسسة اليانصيب الوطني عوزي ديان، هدد الأخير قيادات حزب الله باستهدافهم وإلحاق الهزيمة بهم. وأكّد ديان الذي شغل سابقاً مناصب قيادية في جيش الاحتلال أن إسرائيل ستهزم حزب الله في الحرب المقبلة إن تجرأ وهاجمها، وأن «الحرب ستكون غير مسبوقة، إلا في حالة واحدة: أن لا يهاجم حزب الله إسرائيل».
وشارك عدد من الضباط في حصيلة تهديدات أمس، من بينهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، المنتهية ولايته حديثاً بني غانتس الذي استخدم بلدة الخيام كعيّنة دمار مرشحة في الحرب المقبلة. وفي كلمة ألقاها أمس في القدس المحتلة، هدد بتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والدور السكنية على من فيها من مدنيين، سواء في قطاع غزة أو في الساحة اللبنانية، مشيراً إلى أن القرى والمدن في جنوب لبنان، كما هي الحال في بلدة الخيام على سبيل المثال، ليست إلا بؤراً لتخزين الصواريخ وإطلاقها، و»في غزة ولبنان دفع المدنيون ثمن الحرب، وفي المرة المقبلة سيكون الوضع أسوأ، لأن إسرائيل مضطرة طوال الوقت للدفاع عن نفسها». وأضاف أن البيوت السكنية في الخيام مليئة بالصواريخ، و»مهما كنت دقيقاً فلن أستطيع التفريق بين الصواريخ وسكان المنزل. لن يكون لديّ خيار سوى ضربهم جميعاً».
واستعاد رئيس أركان الجيش السابق دان حالوتس حرب عام 2006، وكشف أنه عارض الدخول البري لأنه خشي على جنوده من المواجهة مع حزب الله. وأشار في حديث إلى القناة العاشرة العبرية إلى أنه كان يخشى من مستوى الكفاءة المتدنية للقوات البرية في المواجهات مع عناصر من الحزب، الأمر الذي منعه من تنفيذ خطة اجتياح واسعة داخل لبنان، إلا أنه عاد وأيد الدخول البري في نهاية المطاف، على أمل فرض شروط أفضل لوقف إطلاق النار.
وأكد حالوتس أن كل رؤساء الوزراء في العقود الأخيرة، من رئيس الوزراء السابق إسحق رابين، حتى رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، عارضوا أنشطة برية واسعة النطاق للقوات البرية إلى داخل أراضي العدو، على خلفية الخشية من وقوع خسائر وإصابات.
وأشار حالوتس إلى أن رئيس أركان الجيش الحالي، غادي ايزنكوت، الذي شغل خلال الحرب رئاسة شعبة العمليات في هيئة الأركان، حذره في حينه من أن الأركان العامة وسلاح البر يتوجهان إلى عدم إطاعة الأوامر، و»قد تبين لي لاحقاً أن ايزنكوت كان على حق». وفي السياق نفسه، تحدث رئيس الحكومة السابق، ايهود أولمرت، للقناة نفسها، مشيراً إلى أنه أدرك اثناء الحرب أنه كلما أدخل مزيداً من القوات العسكرية الى الساحة اللبنانية، تلقى خسائر وعدداً أكبر من الجنود قتلى في ارض الميدان، من دون تحقيق اي من الإنجازات التي ارادها في الحرب.