تعقد الحكومة جلسةً خاصة لاستكمال النقاش في الموازنة العامة الأربعاء المقبل، بعد جلسة عقدتها أمس ناقشت خلالها موازنات عددٍ من الوزارات. وبحسب وزير العمل سجعان القزي الذي تلا مقررات الجلسة، «تم إقرار عدد من البنود بشكل مبدئي». وأضاف أن موضوع عرسال «أثير من ناحية المبدأ، وكلنا نريد أن نثير هذا الموضوع ولكن في جلسة أخرى، لأن جلسة اليوم (أمس) هي جلسة موازنة»، مؤكّداً أن «كل الحكومة تريد الحفاظ على سيادة لبنان وعلى وجود حدود لبنانية ــ سورية وعلى عدم السماح للمسلحين بخرق أو اجتياح أي منطقة».
وأشارت مصادر إلى أن «وزيري التيار الوطني الحر جبران باسيل والياس بو صعب والوزير حسين الحاج حسن طرحوا موضوع عرسال في الجلسة، إلّا أن الرئيس تمام سلام أرجأ البحث الى جلسة أخرى». وعلى ما تؤكّد مصادر وزارية في قوى 8 آذار، فإن موضوع عرسال سيطرح للنقاش في جلسة الحكومة العادية اليوم.
الى ذلك، جزم الرئيس نبيه برّي بأن «لا خلاف استراتيجياً مع (النائب ميشال) عون»، إلّا أن «هناك اختلافات بيننا حول تقدير بعض المصالح في إدارة الدولة». وأكد خلال استقباله عدداً من النواب في «لقاء الأربعاء» أنه «لا يجوز أن نستمر في ممارسة إضاعة الفرص جراء الواقع السياسي والمؤسساتي الذي نعاني منه». وكرّر موقفه من التعيينات الأمنية، معبّراً عن دعمه للتعيين، و«إذا تعذر فمع التمديد، لعدم الوقوع في الفراغ».
الى ذلك، تابع « تكتّل التغيير والإصلاح» جولات نوابه على الكتل النيابية الأخرى والقوى السياسية، لـ«استطلاع الآراء حول مبادرة العماد عون»، بحسب مصادر عونية. وزار نواب من التكتل أمس مقرّ «كتلة الوفاء للمقاومة» والتقوا رئيسها النائب محمد رعد، كذلك مكتب رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ثمّ الرئيس نجيب ميقاتي. وقالت مصادر التكتل إن «الاجتماع مع المستقبل تضمن كلاماً صريحاً حول معظم المواضيع، كانتخابات الرئاسة والخلاف حول التمديد للقادة الأمنيين وقانون الانتخابات». وأضافت أن «أجوبة نواب المستقبل كانت بمعظمها سلبية، وهو أمر متوقع. ولكن جرى التوصل إلى ضرورة إبقاء التواصل قائماً». وترى المصادر أن المشكلة الأساسية هي «الشروط المستحيلة التي دائماً ما يضعها المستقبل ليقبل بالشراكة في الحكم. يتحول الحوار بيننا إلى حوار طرشان، فخلفية المستقبل هي ألا يتنازل لنا في أي موضوع حتى يبقى فارضاً سيطرته». وأسفت لأن أجوبة المستقبل «هي دائماً نعم... ولكن، لأنهم يعتبرون أن وقعها على الرأي العام المسيحي أفضل من كلا». وعن الأطراف المسيحية، قالت المصادر إنه «باستثناء الرئيس أمين الجميل الذي طلب منا أن يكون المرشحون إلى رئاسة الجمهورية أربعة بدل اثنين، اقتنع الجميع بأهمية طرحنا. حتى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل بمبدأ الاستفتاء الشعبي، وتبقى مناقشة الآلية».
بدوره، أشار رعد إلى «حرصنا جميعاً على أن نخرج من الأزمة بحلول واقعية لامستها المبادرة (مبادرة عون)، والتعاطي الجدي مع المخارج المطروحة يمكن أن يفضي إلى إيجاد المخارج». كذلك رحّب ميقاتي بـ«أي مبادرة تخرج لبنان من المأزق»، مؤكّداً أن «اتفاق الطائف هو المظلة المطلوب العمل تحتها»، لكن «ربما يجب القيام ببعض الإصلاحات الضرورية فيه، وهو ليس منزلاً».