من شأن «بناء إطار إقليمي للازدهار والسلام» أن يؤدي إلى «كبح جماح العنف والإرهاب» وبناء المؤسسات وحل مشاكل البطالة وتنافسية اقتصادات منطقة «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» وتكاملها، وأيضاً سدّ فجوة الطاقة وحلّ مشاكل التعليم. ليس ما تقدم من أدبيات «منظمات المجتمع المدني» والأمم المتحدة التي تزخر بكلام مستهلك كهذا، بل جاء في كلمة الملك الأردني، عبد الله الثاني، في افتتاح منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) في الأردن يوم أمس، والمنعقد تحت شعار "إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والتعاون بين القطاعين العام والخاص".
سجلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر انسحاب نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي، بسبب حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المنتدى، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للأعرجي، فيما حضر المؤتمر زعماء عرب كالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، ونائب رئيس الجمهورية العراقي إياد علاوي. وسبق المنتدى اجتماع بين عبدالله الثاني والسيسي يوم أول من أمس الخميس، أكد فيه الطرفان «ضرورة مواجهة الإرهاب وعصاباته التي تشكل خطراً على أمن شعوب المنطقة واستقرارها»، و«ضرورة إيجاد حلول سياسية شاملة للأوضاع (في سوريا والعراق وليبيا واليمن)، وبما يضمن أمن شعوبها وسلامة أراضيها»، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني. وفي السياق، قال عبدالله الثاني في المؤتمر إن «العنف الذي يهدد الكثيرين في منطقتنا هو جزء من هجمة ذات طابع عالمي على السلام والقانون والديموقراطية والتعايش، ويتطلب هزيمتها نهج شمولي عالمي يبنى على عناصر الأمن والدبلوماسية والتنمية والقيادة الأخلاقية».
حذر السيسي في كلمته أمام المنتدى من «الفكر المتطرف»، قائلاً إن مصر «واجهت خطر محاولة فرض الرأي الواحد وإقصاء كل من يخالفه، واستطاع شعبنا أن ينتصر على تلك المحاولة وأن يواجه الترويع والعنف الذي صاحبها بكل شجاعة، من أجل تأمين مستقبل الأجيال القادمة». ورأى السيسي أن المنطقة العربية «تعايش اليوم مخاطر مشابهة تستقي أفكارها من ذات المصدر، وتسعى من خلال الإرهاب إلى هدم بنيان الدول وتفتيت الشعوب، وتستغل في ذلك الانتماء الديني أو المذهبي أو العرقي لتجنيد وتعبئة الشباب». وأعلن السيسي استضافة بلاده للدورة القادمة من المنتدى الاقتصادي العالمي في أيار من العام المقبل 2016.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفضه أية حلول انتقالية، قائلاً: «نرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة لأنها تقسم الأرض والشعب والوطن، ونأمل في كل من يعمل على إحيائها أن يتوقف عن ذلك». ودعا عباس «المجتمع الدولي» إلى العمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية، وفي إطار سقف زمني محدد، مجدداً تأكيده لـ«خيار السلام العادل والشامل»، و«حل الدولتين»، وقيام «دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، وحل جميع قضايا «الوضع النهائي»، بما فيها قضية اللاجئين والأسرى، وفق قرارات الأمم المتحدة.

(الأناضول، أ ف ب)