مجدولين درويش (ناشطة سياسيّة): انطلقت الحملة عقبَ مجازر جنين، ربيعَ عام 2002، بدافعٍ رئيسي: فضحُ تواطؤ بعض الشركات مع الكيان الصهيونيّ. فقد شعرنا بأنّ التظاهرات وبيانات الاستنكار لم تعد كافية، وأنّ العدوّ موجود بين ظهرانينا: في المأكولات التي نأكلها، والمشروبات التي نشربها، والملابس التي نرتديها، والعطور والمساحيق التي نستخدمها.
■ لماذا اخترتم هذه التسمية بالتحديد؟
دونا جعلوك (محامية): سمّينا حملتنا كذلك لأننا ظننّا آنذاك أنْ لا شركات إسرائيليّة في لبنان (وقد تبيّنتْ لنا لاحقاً غلطتُنا)؛ ولأنّنا لم نشأ أن تعكس تسميتُنا عداءً لأيٍّ كان باستثناء الكيان الصهيونيّ، الذي لا نعترف بشرعيّته الأخلاقية على أيّ شبرٍ من أرضنا.

■ من أين تمويلكم؟
محمود هاشم (كاتب فلسطينيّ): من عند الله. بجدّ، نحن لا نأخذ تمويلاً من أحد، بل ندفع لنشاطاتنا من جيوبنا (المثقوبة)، ونكرّس ساعاتٍ من وقتنا كلّ أسبوع خدمةً لهذه القضيّة. غير أنّ هذا، في الواقع، هو أحدُ مصادر قوّتنا لأنّنا لا نضطرّ ــ من أجل المال ــ إلى أن نَخضعَ لإملاءاتٍ أو توجيهاتٍ من أحد على الإطلاق.

■ ما هي الأهداف التي تسعوْن إلى تحقيقها؟ وما هي الاستراتيجيّة التي تتّبعونها في عملكم؟
عفيفة كركي (معلّمة ثانويّة): هدفُنا هو تمكين أوسع الفئات من الإسهام في مقاومة الصهيونيّة. بدأ عملنا بالدعوة إلى مقاطعة الشركات التي تدعم العدوّ وفقاً لمعاييرَ، أبرزُها: (أ) بناء مصانع و»مراكزِ بحثٍ وتطوير» في أراضٍ «طُهّرتْ» من الفلسطينيين. (ب) شراء شركاتٍ إسرائيليّة أو أسهمٍ فيها. (ج) دعم جمعيّات «خيريّة» إسرائيليّة. (د) الإسهام في الحرب على شعبنا (عبر تزويد عدوّنا بأسلحةٍ ومعدّاتٍ أمنيةٍ وجرّافات). (هـ) رعاية نشاطات فنيّة ورياضيّة وثقافيّة وتربويّة إسرائيليّة. ومع الانطلاقة العالميّة لـ»حركة مقاطعة إسرائيل وسحبِ الاستثمارات منها وفرضِ العقوبات عليها (BDS)» في عام 2005، تطوّر عملُنا ليشمَلَ المجالات الثقافيّة والفنيّة والرياضيّة.

■ هل من إنجازات؟
سارة قدّورة (طالبة جامعيّة): بالتأكيد، وهي مرشّحة للتزايد والتطوّر مع ازدياد عدد أعضائنا وتوسّع مجالات كفاءاتهم. فلنذكرْ بعضَها سريعاً: منع 3 شركات إسرائيليّة من العمل في لبنان (سينيرون ولومينوس لتقنيّات اللايزر، كيم وزوزي للحليّ والأحذية وغيرها)، إجبار الفنّانة الصهيونيّة لارا فابيان على عدم الإتيان إلى بيروت، إقناع فنّانين عرب بعدم المشاركة في مهرجان «سلام الشرق» في النمسا، فضح تطبيعيّة المخرج زياد دويْري في فيلمه «الصدمة» ودفع مكاتب المقاطعة إلى عدم عرض فيلمه، الإسهام في حثّ فرقة «مشروع ليلى» على عدم تقديم فرقة زارت الكيانَ الغاصب، الإسهام في إغلاق ستاربكس في الكيان الغاصب في نيسان 2003، نشر الوعي بين عشرات آلاف الناس عبر المقالات والمنشورات وموقعنا الجديد،...

■ هل تطرحون المقاطعة بديلاً من المقاومة المسلحة؟
عبد الملك سكّريّة (طبيب أسنان): المقاطعة رديفٌ للمقاومة المسلّحة، لا بديل منها. لكنْ، في حين أنّ المقاومة المسلّحة هي من صُنع قلّةٍ متفانيةٍ وشابّةٍ في الأغلب، فإنّ المقاطعة تتيح لفئات الشعب كافّةً المشاركةَ في العمل المقاوم.

■ ولماذا تركّزون على الناحية الفنيّة؟
رجاء جعفر (محاسبة): إنّ تقديم الفنانين العالميّين عروضَهم في كيان العدوّ يُسهم في التغطية على ارتكاباته وفي تطبيعها في العقول. وبذلك يبدو الفنّانون وكأنّهم يقولون: «سنعزف في إسرائيل غيرَ آبهين لجرائمها واحتلالها وعنصريتها». في رأينا أنّ الفنّ غيرُ منفصل عن السياسة، بل يسهم في زيادة منسوب العدالة أو الظلم في العالم.

■ ألاحظ أيضاً أنكم تعملون على المقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة. ما الأسباب؟
شيراز المجلّي (موظّفة في مؤسّسة دوليّة): باختصار، لأنّ المؤسّسات الإسرائيليّة الأكاديميّة والثقافيّة ضالعةٌ في القمع عبر ترويج روايةٍ مزيّفةٍ عن «الديمقراطيّة الإسرائيليّة»، ومنع نشر الرواية الحقيقيّة للنكبة، وتقديم مبرّرات «أخلاقيّة» للقتل، والإسهام في بناء المشاريع العنصريّة (كجدار الفصل)، وتزويد المحاكم العسكريّة بمتخرّجي القانون.

■ موقعكم الإلكترونيّ الجديد انطلق في يوم الأرض (30 آذار). ما أبرز صفحاته؟
أحمد الحلّاني (دكتوراه في الكيمياء): أبرزُها: وثيقة المقاطعة، دليل أبرز الشركات الداعمة لكيان العدوّ، أشكال المقاطعة، التطبيع، نشاطات الحملة، العالم يقاطِع، أدبيّات المقاطعة؛ فضلاً عن بابٍ بالإنكليزيّة من أجل توثيق عُرى التواصل مع المنظّمات العالميّة المقاطِعة.

■ وماذا عن قانون المقاطعة القديم في لبنان؟ هل من اقتراحات لديكم لتجديده؟
مروان كيّال (محامٍ): نعم، نعمل فعلاً على اقتراح تعديلاتٍ جديدةٍ لقانون مقاطعة «إسرائيل» الصادر سنة 1955، وقد كلّفنا محاميَّيْن في الحملة ذلك. والهدف مدُّ هذا القانون ليشمل مجالاتٍ ثقافيّةً ونشريّةً وفنيّةً لم يلحظْها القانونُ، ومحاولة استثناء فلسطينيّي مناطق الـ 48 من المقاطعة ما لم يروّجوا للتطبيع. ونحن نناشد مكتبَ مقاطعة «إسرائيل»، التابع لوزارة الاقتصاد، أن يدلو بدلوه في هذا المجال، كما في مجالات أخرى تخصّ مقاطعة الكيان الغاصب.

■ ما نشاطاتكم المقبلة؟
ميّ الخطيب (موظّفة): سنصدر قريباً وثيقةً حول «المقاطعة الرياضيّة لإسرائيل» بالتعاون مع حركةٍ نشأتْ في لبنان حديثاً باسم «المخيّمات تقاطع». كما أنّنا في صدد كتابة رسائل إلى فنّانين عالميين قادمين إلى لبنان بعد إحيائهم عروضاً في الكيان الصهيونيّ، ومنهم غلوريا غاينور وشارل أزنافور. وبمناسبة يوم النكبة في 15 أيّار بدأنا حملةً إلكترونيّةً ضدّ لعبةPirate Kings التي طوّرتْها شركةٌ إسرائيليّة. باختصار، نحاول أن نتصدّى، بحسب إمكاناتنا، لعدوّنا الوجوديّ، انتصاراً لفلسطين ولبنان وقيم العدالة.
(الاخبار)