القاهرة | عادت المعتزلة زبيدة ثروت (1940) إلى الأضواء مرتين في أسبوع واحد. في البداية، ظهرت في حوار حصري ونادر مع الإعلامي عمرو الليثي، وبعدها بأيام دخلت العناية المركزة بسبب سرطان الرئة. ظهور درامي بعد إختفاء طويل. هكذا يمكن تلخيص عودة الممثلة المصرية بعد غياب طويل إستمر ثلاثة عقود، إثر قرار الممثلة الجميلة الابتعاد عن الكاميرا فور تقدّمها في العمر. لم ترتد نجمة «الحب الضائع» (إخراج هنري بركات، كتابة طه حسين) الحجاب، لكنها إحتجبت عن الجمهور الذي صنّفها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بـ «صاحبة أجمل عيون» في السينما العربية. ونجح الإعلامي عمرو الليثي في إقناعها بالعودة عبر حوار خاص بثّ على قناة «الحياة» في السابع عشر من أيار (مايو) الماضي من خلال برنامجه «بوضوح». وإشترطت زبيدة تثبيت الكاميرا على يسارها لتظهر في الحوار بجانب وجهها فقط، ولم تقترب الكاميرا من ملامح الوجه الجميل، لتقاوم زبيدة علامات تقدّمها في العمر على طريقتها الخاصة. خلال الحوار معها، أطلقت الممثلة تصريحات مهمة وأخرى إستدعت فيها ذكريات زمن مضى. لكن بعد فترة وجيزة من عرض الحلقة، دخلت العناية المركزة في أحد مستشفيات القاهرة وأجرت مداخلة مع الليثي دعت الجمهور فيها للدعاء لها للنجاة من سرطان الرئة الذي أصابها بسبب شراهتها في تدخين السجائر. لاحقاً، قالت نجلتها قسمت صبحي فرحات إنّ حالة والدتها الصحية تحسّنت إلى حدّ كبير، وأن السرطان ما زال في بداياته والتشخيص الأدق للحالة هو ضيق شديد في التنفس بسبب التدخين. كما أن الأطباء والأسرة أقنعوها أخيراً بضرورة التوقف عن التدخين حتى لا تتعرّض حالتها لإنتكاسة مجدداً. وفيما ينتظر محبو ثروت خروجها من المستشفى قريباً، لا تزال أصداء تصريحاتها تتردّد في المواقع الإخبارية وعلى صفحات السوشيال ميديا. على المستوى السياسي، لم تر ثروت حرجاً في إعلان حبها الشديد للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، مضيفةً أنّها كانت تتطلع لزيارته في مستشفى «المعادي للقوات المسلحة». ولفتت إلى أنها كادت أن تتصل بالرئيس المؤقت عدلي منصور لتطلب منه الإفراج عنه، وبررت زبيدة هذا الحبّ بأنه «حاجة من عند ربنا». ولم يتوقف مناهضو مبارك كثيراً أمام تلك التصريحات تقديراً لمكانة الفنانة، ولأن الشارع الغاضب من مبارك تخطّى نهائياً تقييم علاقة النجوم والسياسيين به. على مستوى الذكريات، قالت ثروت إنّ والدها المنحدر من أسرة أرستقراطية رفض زواجها من عبد الحليم حافظ، مؤكداً أنه لن يزوّج إبنته لـ "مغنواتي" رغم إحترافه التمثيل في تلك المرحلة. وأكّدت ثروت أنها لم تعرف وقتها أن حليم تقدّم لخطبتها وأن الأمر ظلّ سراً فترة طويلة بينه وبين والدها. ورغم أن الزيجة لم تتمّ، لكن ثروت فاجأت جمهور البرنامج بطلبها من عمرو الليثي أن يدفنها بعد وفاتها إلى جوار «العندليب». وعن تقديمها لبعض الأفلام الجريئة، قالت إنّها عانت في تلك المرحلة من أزمة مادية بسبب حبس زوجها لعامين، ولم تجد ما تنفقه على أولادها حتى جاءها عرض من حسن يوسف لتقديم فيلم لم تعد تتذكره الآن. وكشفت أن أمنيتها الأخيرة أن تتم حفظ القرآن الكريم قبل وفاتها.