تكمن أهمية عرض سلسلة تقارير «حكاية وطن» (إعداد وتقديم دلال قنديل ياغي ـــ إخراج بسام خويري) على «تلفزيون لبنان» في أهمية الإضاءة ودعم الجيش اللبناني ومعركته ضد الجماعات التكفيرية، لا سيما في بلدة عرسال التي أثارت ضجة وما زالت منذ احتدام المعارك على تخومها وداخلها. يأتي هذا الدعم في ظل أجواء التحريض على الجيش إعلامياً وسياسياً، ويكتسب هذا الشريط أهمية إضافية في خروج القناة الرسمية من استديواتها في تلة الخياط الى ربوع بلدة عرسال البقاعية لتفحص أحوالها وأوضاع وجهوزية الجيش اللبناني هناك.
«حكاية وطن» الذي عرض أخيراً على الشاشة الرسمية على مدى 5 أيام ضمن حلقات متتالية، يصوّر اليوميات والصعوبات التي يوجهها عناصر الجيش اللبناني، المناخية منها واللوجستية. تقتحم كاميرا هذه السلسلة لتعرّف على جغرافية بلدة عرسال وتحصينات الجيش على أطرافها بعد باغتتها الجماعات الإرهابية في آب (أغسطس) الماضي واستشهد على أثر هذه المعركة خيرة الضباط والعسكريين خصوصاً الشهيدين نور الجمل وداني حرب اللذين بقيا صامدين لغاية استشهادهما. تستذكر ياغي في هذا الشريط التوثيقي هذه المعركة وشهداءها وكيفية تغيير سير المعارك لجيش كلاسيكي كالجيش اللبناني ومواجهته لحرب العصابات مع هذه الجماعات المسلحة.
على مساحة 1200 كلم مربع تمتد الجبهة اللبنانية المواجهة لهذه العصابات. وعلى الرغم من صعوبة التأقلم مع المناخ، خصوصاً أنّ درجات الحرارة فوق تصل الى مستويات متدنية، فإن الجيش استطاع الصمود وتعزيز مواقعه الأمامية، ومن الداخل أيضاً ضبط حركة الدخول والخروج لا سيما أن صعوبة المكان تكمن في جمعه للعنصرين المدني والعسكري الى جانب طبعاً وجود مخيمات للاجئين السوريين هناك.
هذا الشرح اللوجستي والعسكري لطبيعة الجهوزية للمعركة القادمة او لصدّ مباغتة محتملة، قابلها دخول الكاميرا الى يوميات العسكريين واستصراحهم بوجوه مموهة. وكان واضحاً الإصرار على إظهار الوجه الآخر للجندي اللبناني الذي ــ رغم صعوبة المكان والمناخ ــ استطاع أن يواجه هذه الجماعات. الوجه الآخر للعسكريين رأيناه عندما اقتحمت الكاميرا أماكن استراحتهم. ونقلت لنا أحاديثهم وطريقة تعاطيهم مع بعضهم مجتمعين حول أقداح القهوة. وبيّنت لنا مدى ترابطهم أيضاً، هم الآتين من مناطق مختلفة من لبنان وجمعوا في هذا المكان.