أكثر من سؤال طرح في الساعات الأخيرة في طرابلس حول الازدواجية التي تعامل بها تيار المستقبل في المدينة مع الذكرى الـ 28 لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي. فوزير العدل أشرف ريفي قرّر مساء الأحد، أي قبل 24 ساعة من تلاوة الوزير السابق فيصل كرامي كلمته المتلفزة بالمناسبة، مواساة آل كرامي باغتيال الرئيس الراحل، عبر زيارة لمعن كرامي، شقيق الشهيد، مثنياً على جهود معن لـ«التمسك والبقاء على نهج الشهيد الرشيد».
وفي الوقت الذي امتنع فيه ريفي عن زيارة الوزير كرامي أو الاتصال به للتعزية، كان الأخير يتلقى سيلاً من الاتصالات من مسؤولين حاليين وسابقين، على رأسهم الرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، قبل أن يقوم أمس وفد من منسقية التيار الأزرق في طرابلس بزيارة كرامي، بعد وضع إكليلٍ من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد رشيد كرامي. ما قام به ريفي، فُسّر في طرابلس على أنه محاولة منه لاستغلال خلاف داخلي ضمن عائلة كرامي، برز يوم توزير فيصل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في عام 2011.

وتهدف حركة وزير العدل إلى «القوطبة» ومحاولة قطع الطريق على العلاقة الجيدة التي تشهد تحسناً مطرداً بين الحريري وكرامي، والتي ترجمت في زيارة كرامي اللافتة قبل فترة، لمنزل الحريري في الرياض.
وتشير مصادر سياسية طرابلسية إلى أن الحريري «الذي لم يُعرف عنه الدخول طرفاً في نزاعات عائلية، هو الذي يملك القرار بقيام علاقات سياسية لتيار المستقبل مع شخصيات وقوى أخرى، أو منعها. وهو من أوعز إلى منسقية طرابلس التي يرأسها النائب السابق مصطفى علوش لزيارة كرامي وتقديم العزاء باسمه، لإزالة الآثار السلبية التي تركتها خطوة ريفي». وبحسب المصادر «يدرك الحريري أن فيصل كرامي هو الإرث السياسي والثقل الأساسي لعائلة كرامي وتيارها، وأن خسارته ستجعله محشوراً في مواجهة أبرز خصومه في طرابلس، وعلى رأسهم ميقاتي».
وردّاً على خطوة ريفي، سارع ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صورة قديمة له تجمعه برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مع تعليق عليها: «وزير العدل يجتمع مع قاتل رشيد كرامي».
ولفتت المصادر إلى أنه «في حين يسارع تيار المستقبل عبر أكثر من طرف فيه، إلى تقديم التعازي لعائلة كرامي، والتضامن معها، وصولاً إلى حد استغلال المناسبة، تراه بالمقابل يتحالف سياسياً مع من أُدين من قبل المجلس العدلي باغتيال كرامي، ويدعم ترشحه لرئاسة الجمهورية».