في مقرّ المكتبة العامة لبلدية مدينة بعلبك، التقى أمس عدد من أُسر بلدة عرسال، ممن تضرروا مباشرةً من ممارسات الجماعات التكفيرية التي تهيمن على البلدة، ولفتوا النظر إلى معاناتهم ومعاناة أقاربهم المستمرة. أسرة المواطن يونس الحجيري، الذي قتله إرهابيو «داعش» بمنشار حطب في آذار الماضي بعد خطفه من منطقة وادي حميد في 19 كانون الثاني 2015، تحدّث باسمها والده حسين الحجيري.
طالب الوالد بتسلّم جثة ابنه من الإرهابيين الذين أرسلوا صوره إلى الأُسرة مقتولاً، واحتفظوا بالجثّة، وتحدث عن واقع أسرته المأساوي وأوضاع البلدة ومعاناة أبنائها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، مطالباً بدخول الجيش إلى البلدة وتحريرها من الإرهابيين ومعاقبتهم. وتحدّثت زوجة يونس فطالبت الحكومة بالعمل على استعادة جثمان زوجها.
عبد الكريم مطر، شقيق المخطوف عبد الخالق مطر ناظر متوسطة عرسال الرسمية لـ 35 عاماً، شكا من عدم معرفة العائلة مصير ابنها الذي اختطفته الجماعات التكفيرية من محلة راس السرج في البلدة في 13 تشرين الأول 2013. وأكّد أن «العائلة لم توفر أحداً للكشف عن مصير شقيقنا عبد الخالق، وحتى اليوم ليس لدينا أي طرف خيط». وتوجّه الشقيق إلى «أصحاب الضمائر في عرسال»، سائلاً عن «الذنب الذي ارتكبه أخي حتى تحرم عائلته منه. ألم يكن وفياً لأبنائها وخرّج أجيالاً أنار قلوبهم بنور العلم والمعرفة؟». غادة شاهين زوجة المربّي المخطوف، ناشدت «أصحاب الضمائر الحية والأجهزة الأمنية والحكومة واللواء عباس إبراهيم» الكشف عن مصير زوجها، و«إعادته حياً، إذا كان لا يزال على قيد الحياة، وإذا استشهد، فليعيدوا لنا جثمانه».
الوضع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والصحي في عرسال، لم يغب عن لقاء بعلبك، فأكد رئيس «تجمّع المجتمع المدني في عرسال» محمد نوح، وهو صاحب منشرة صخر، أن «الوضع في البلدة منذ آب 2014 سيئ جداً». فعرسال، بحسب نوح، «تعاني شللاً شبه تام في مَصدري الرزق الرئيسيين، الصناعي والزراعي»، عازياً ذلك إلى «الطوق العسكري» حول عرسال، «الذي يعرقل أمور وأعمال أهالي البلدة في الوصول إلى أرزاقهم». وطالب نوح «رئيس الحكومة ومجلس النواب بإبعاد عرسال عن البازار السياسي، ومن يُرد المتاجرة فليتاجر بغير أهلها».