القاهرة | ما بين مطالب بالتصفية الجسدية بدون محاكمات، والتغطية المهنية لما جرى صباح الإثنين في القاهرة، عادت برامج الـ «توك شو» لمدة 24 ساعة وحصلت مسلسلات المحروسة على إجازة إجبارية. كان لا بدّ من عودة برامج الـ «توك شو» وفي التوقيت نفسه على القنوات المصرية بما في ذلك «mbc مصر» غير الحاملة لجنسية المحروسة، والكلّ إتحدّ من أجل مواكبة حادث أليم إنتهى بإغتيال النائب العام المصري هشام بركات في حي مصر الجديدة.
ردّة الفعل كالعادة جاءت بطيئة قبل إنطلاق مدفع الإفطار أمس الإثنين، حيث تمّ الإعلان أولاً عن إصابة بركات في حادث التفجير المروع، وانتشرت أنباء عن تحسّن حالته قبل أن يداهم خبر إستشهاده المصريين في حدود الثالثة من عصر اليوم نفسه. كان «التلفزيون المصري» بطيئاً في المواكبة، فيما القنوات الخاصة إكتفت بنقل الخبر عبر الشاشات، بينما عادت الروح للقنوات الإخبارية على غرار ONtv و«النهار اليوم» و«cbc إكسترا». ومع اقتراب مدفع الإفطار، بدا أن الجميع إتّفق على قرار موحد هو إعلان الحداد لمدة 24 ساعة تنتهي في السابعة من مساء اليوم. الذكرى الثانية للثورة التي أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي، كان ممكناً أن تمرّ بهدوء وبدون أيّ جرعة سياسية، وسط إنشغال الجمهور ببرامج ومسلسلات رمضان. لكن حادث الإغتيال أجبر معظم الإعلاميين على قطع الإجازة الرمضانية والعودة مجدداً، في مقدّمتهم شريف عامر الذي قدّم تغطية مهنية وهادئة عبر برنامجه «يحدث في مصر» على «mbc مصر». وعادت لميس الحديدي برداء أسود إلى شاشات مجموعة cbc، وكذلك عاد تامر أمين إلى «روتانا مصرية» ويوسف الحسيني إلى ONtv. كذلك، عاد برنامج «البيت بيتك» من إجازته على قناة TeN. أما الإعلامي أحمد موسى فلم يكن غائباً بالمعنى المعروف. ظهر على الهواء قبل أيام محتفلاً ببراءته من قضية السبّ والقذف التي حرّكها ضده السياسي والصحافي أسامة الغزالي حرب. موسى ظلّ يقدم برنامجه «على مسؤوليتي» عبر قناة «صدى البلد» منذ الثامنة من مساء الإثنين وحتى أذان فجر اليوم التالي. سبع ساعات متتالية من الصراخ والتصريحات الحماسية منه أو من ضيوفه أو من الجمهور الذي إتصل عبر خطوط الهاتف المفتوحة لملء الهواء. موسى طالب بإعدام فوري لمحمد مرسي وكل قيادات الإخوان، وقال إنّه لا يريد قراءة خبر القبض على عناصر إخوانية جديدة، بل «قتل عناصر إخوانية»، مؤكّداً أن هذا هو الحلّ الأمثل لمواجهة الإرهاب! من جهتها، إنشغلت باقي القنوات برصد الاقتراحات الأمنية والقانونية التي تسهّل محاصرة الإرهاب، وتمنع تكرار الكارثة، وسط مقارنات عن الفرق بين مواجهة إرهاب التسعينيات وما تشهده مصر الآن. وحاز النائب الشهيد مساحات واسعة من التغطية عبر سرد سيرته وردود فعل أسرته وأقرانه على الحادث، وتواصلت التغطية حتى ظهر اليوم لمواكبة خروج الجنازة العسكرية من مسجد المشير طنطاوي في ضاحية التجمّع الخامس في القاهرة. على أن تعود المسلسلات للجمهور بعد إنتهاء حداد اليوم الواحد، وسط طموح الملايين بأنّ تتّخذ الدولة ما هو ناجح فعلاً من إجراءات تواجه التطرّف، ولا تجعل الإرهاب يستمر كما هو الآن.