أقيم أمس في السرايا الحكومية احتفال اطلاق العمل بالوصفة الطبية الموحدة، برعاية رئيس الحكومة تمام سلام، وألقى كلمات في المناسبة كل من وزير الصحة ووزير العمل ورئيس لجنة الصحة النيابية، اضافة الى كلمتي نقيبي الأطباء في الشمال وبيروت ونقيب الصيادلة، وكلمة راعي الاحتفال.
أبرز ما في اللقاء كان موقفي كل من نقيب الأطباء في بيروت أنطوان البستاني، الذي هدّد في السابق بمقاطعة اللقاء، ثم تراجع وحضر، فحاول في كلمته تبرير اسباب تأخر بدء العمل بالوصفة الطبية الموحدة، ووزير الصحة وائل بو فاعور، الذي التزم وعده لسلام كي "اقمع عقلي وألجم لساني وان اكون ايجابيا وان اكون عاقلا وسأكون عاقلا".
البستاني حاول من خلال كلمته اقناع الحاضرين بأن ما حكي عن دور للجسم الطبي في عرقلة العمل بالوصفة الموحدة، اضافة الى سوء تفاهم بين أعضاء النقابة على الموضوع ومعارضة الأطباء للوصفة، كلها اسباب "ربما" حقيقية، الا ان السبب "الحقيقي" لهذا التأخير في تطبيق الوصفة الطبية "هو القانون"، قاصدا بذلك التعديل الذي اجراه الضمان الاجتماعي، الذي تذرّع به الأطباء سابقا في رفضهم لتطبيق الوصفة. فنقابة أطباء بيروت ترى أن "القانون يعلو كل شيء" والأطباء "تحت مظلته" وفق البستاني، الذي وصف ما فعله المسؤولون بأنه "عمل خارق" في حالة الوصفة الطبية الموحدة.
جاء رد بو فاعور على البستاني غير مباشر هذه المرة، فلم "يقعد عاقل" بالكامل كما وعد سلام، بل شكر نقابة اطباء الشمال "اول من طبق الوصفة منذ فترة طويلة، ودفعت وما زالت تدفع ماديا ومعنويا"، معطيا نصيحة لأصحاب المصالح بالخروج "من ذهنية ان هذه موجة عابرة ونتخلص منها، لانني صراحة اعلم ان البعض لا يزال ينصب المكامن والفخاخ للوصفة، واكتفي بأن اقول تمكرون ويمكرون وستكون الدولة اشد الماكرين، فما زلنا نعيش في دولة فيها قضاء، ونحن لا يمكن ان نضغط الا بمنطق الحق والقانون".
من جهة أخرى، عدّد رئيس لجنة الصحة النيابية عاطف مجدلاني فوائد الوصفة الطبية المتمثلة بـ "خفض فاتورة الدواء ما بين 30 و50 % على خزينة الدولة وعلى جيب المواطن"، كما "تؤمن الوصفة تمويلا اضافيا لصندوق تقاعد الطبيب"، وستساهم "في تنظيم عملية بيع الدواء، وخصوصا في ما يتعلق بالادوية المخصصة للاعصاب، التي يستعملها البعض كبديل عن المخدرات"، وإنجاز لائحتي المقارنة بين الادوية ذات الاسم التجاري والادوية الجينريك او النظامية. وختم مجدلاني بأن الوصفة الطبية الموحدة تنظم العلاقة بين الطبيب والصيدلي والمريض من خلال ثلاث نسخ "تمنع من خلالها اي عملية غش، وتسمح في الوقت ذاته بمتابعة المسؤولية عن أي خطأ يمكن أن يقع".
ورأى نقيب الصيادلة أن هذا المشروع يسهم في"تنظيم القطاع الصحي بكل شفافية، وتنظيم العلاقة بين الطبيب والصيدلي والمريض"، فيما أكد نقيب الأطباء في الشمال أن "نقابة الأطباء لا تطلب سوى التعاون الوثيق الدائم والإنصاف والعدل في التعاون بينها وبين وزارة الصحة لردم كل خلاف ولتحسين كل أداء".
ورأى وزير العمل سجعان قزي أن إطلاق الوصفة الطبية الموحدة "إنجاز لأنه يعبر عن كيفية التعاون بين وزارتين ووزيرين في زمن الازمة الحكومية، وهو انجاز لانه يساعد المرضى والمعوزين في زمن الازمة الاقتصادية، وهو انجاز لانه يدخل لبنان في عالم دواء الجنريك". و ألقى سلام كلمة أثنى فيها على هذا "الإنجاز الوطني" الذي يسعى الى تخفيف الأعباء عن المواطن "إن كان بالنسبة الى كلفة الدواء او الفاتورة الوطنية الكبيرة جراء هذه الكلفة، هذا بالإضافة الى صناعة الدواء ودور الدولة القائد والرائد في هذا العالم، الذي غاب لسنوات طويلة واليوم يعود ويطل علينا من جديد".