توفي المواطن حنا يوسف بشرّاوي (51 عاماً)، ليل الأحد الفائت، بعد أسبوع من دخوله في غيبوبة. خبر وفاة العسكري من بلدة القاع، كان مفاجئاً لعائلته التي أكّدت أن ابنها كان يخضع لـ»فحوصات طبية أكثر من عادية»، مثيرة شبهة «الخطأ الطبي». بحسب رواية الأهل، التي يرويها ابن عم المتوفى المختار مخايل بشراوي، فإن حنا أصيب بإسهال معوي في 23 حزيران المنصرم، الأمر الذي دفعه الى التوجه الى مستشفى «يونيفرسال ــ رأس بعلبك»، في البقاع الشمالي لإجراء بعض الفحوصات المخبرية والتحاليل «لمعرفة إذا كان هناك جرثومة في معدته». ويضيف المختار مخايل: «بعد أخذ عيّنة الدم منه، عاينه الطبيب ع. أ. الذي أوعز الى أحد الممرضين بضرورة حقنه بمصل للتعويض عن نقص المياه في جسمه».

لم يعارض بشراوي الأمر، بحسب المختار الذي هو جلس هو وشقيقه ووالده عند مدخل طوارئ المستشفى، بانتظار انتهاء المصل والعودة إلى المنزل، لكنهم فوجئوا بالممرض يحاول أن يحقن حنا بمضاد حيوي، الأمر الذي رفضه الأخير، موضحاً للممرض والطبيب أنه يعاني حساسية مفرطة من المضاد الحيوي، بموجب معرفته بوضعه الصحي والطبي وبما هو موجود في ملفه الطبي من المستشفى العسكري. يؤكد المختار بشرّاوي أن الطبيب أصرّ على حقنه بالمضاد الحيوي، «وذلك مثبت بتقرير خطي من الطبيب حصلنا عليه من المستشفى»، ليسقط بعدها حنا أرضاً أمام والده وشقيقه بعد لحظات قليلة من حقنه بالمضاد الحيوي ويدخل في غيبوبة، قبل أن يتم نقله الى مستشفى في البقاع الأوسط (رياق العام)، وفي اليوم التالي إلى مستشفى في بيروت (جبل لبنان).

الشرطة العسكرية فتحت
تحقيقاً وجزمت بأن هناك خطأً طبياً ناجماً عن حقنه بمضاد حيوي

خضع حنا للعلاج طيلة أربعة أيام على أيدي عدد من الأطباء، لكنه لم يتجاوب مع العلاج فبقي في غيبوبته ولم يفتح عينيه مرة جديدة، ليفارق الحياة ليل الأحد ـ الاثنين. ويؤكد المختار أن الشرطة العسكرية فتحت تحقيقاً في الحادثة، وختمته يوم أمس، بعد الاستعانة بلجنة من الأطباء جزموا بأن «سبب الوفاة خطأ طبي ناجم عن حقنة المضاد الحيوي التي حقن بها»، كاشفاً عن وجود تقرير من الطبيب ع. أ. بوصفة الحقنة، استحصلت عليه العائلة من المستشفى. يصر بشراوي على أن العائلة لن تستبق حكم القضاء العسكري، والمؤسسة العسكرية التي خدمها ابننا 33 عاماً، وهم لديهم «كامل الثقة بالمؤسسة العسكرية»، وأنها «لن تساوم على دم ابننا، فنحن خسرنا حنّا، ولن يتمكن أحد من أن يعوّض خسارته، لكن تعويضنا الوحيد هو إيقاف حالة الاستغباء والإهمال الطبي، حتى لا يموت بعد اليوم أحد كما مات حنّا نتيجة إهمال طبي وجشع مادي من الطبيب الذي حقنه بالمضاد الحيوي» يقول.
طوال فترة معاناة حنّا وغيبوبته، لم يحاول الطبيب ع. أ. الاطمئنان إلى وضعه وحالته الصحية، الأمر الذي تسبب بزيادة حالة الاستياء لدى العائلة المفجوعة، وإصرارها على «عدم المساومة». وطالبت العائلة نقابة الأطباء «بعدم الانحياز إلى الأطباء رغم أخطائهم وإهمالهم».
«الأخبار» حاولت مرات عدة الحصول على رأي الطبيب ع. أ. إلا أن سائر المحاولات باءت بالفشل، بعدما علم الطبيب بفحوى الموضوع الذي نحاول الاستيضاح والاستفسار عنه.