«سوحوا» في اليونان

اكتشفنا، كلبنانيين وعرب، في السنوات الأخيرة سلاح المقاطعة الاقتصادية، واستخدمناه بشكل متنامٍ، ولو أنه غير كافٍ، ضد إسرائيل. إلا أن هذا السلاح، الذي هو بمثابة سلاح الشعوب «الفردي»، أي بإمكان كل فرد تفعيله شخصياً بغض النظر عن موقف دولته، له وجه آخر يجعله، للمفارقة، أمضى وأكثر فاعلية.

بهذا فكرت، حين كنت أتابع قضية ديون اليونان، التي تواجه «أخوة أعداء» في الاتحاد الأوروبي، تبين أنهم ليسوا من الأخوة في شيء، بل هم مجرد مرابين على طريقة «شيلوك» تاجر البندقية اليهودي الشهير لوليم شكسبير.
اختار اليونانيون، أقدم الشعوب المبدعة للأنظمة السياسية والاجتماعية، حكومة من اليسار لإنقاذهم من براثن وحوش بربطات عنق لا تخفي شراستهم، لا بل تضفي عليها برودة أشبه ببرودة قشعريرة الخوف. كان الوعد بأن تقوم الحكومة اليونانية الجديدة بتخفيف إجراءات التقشف وإخراج البلد من الرمال المتحركة التي غاص فيها.
اليوم، تجد اليونان نفسها أمام حل من اثنين: إما إشهار الإفلاس وتحمّل التبعات من خروج من منطقة اليورو وربما الشنغن (فيصبح وضعها مثل وضع بريطانيا مثلاً) وحتى الخروج بالكامل من الاتحاد الأوروبي، أو تأجيل الكارثة بضع سنوات لتكون النتيجة هي نفسها، بعد أن يكون الأوروبيون قد امتصوا دمها حتى القطرة الأخيرة.
تسألون ما علينا؟؟ علينا! فنحن لسنا بأفضل حال من اليونان. والمستقبل الاقتصادي الذي ينتظرنا يبدو أكثر ظلمة، خصوصاً أننا لسنا في أي اتحاد أصلاً، ولا أمل في حكومة يسارية أو حتى «من ريحة اليسار» أو نظافة الكف.
كنت حائرة في مكان قضاء عطلتي السنوية حين اقترحت عليّ صديقة أن نقضيها في تركيا، ووجدت نفسي أفكر في الرفض، في ضوء السياسة الخارجية (حتى الداخلية) لهذا البلد. لم أكن أريد أن أدعم تركيا حتى بنقودي القليلة، لكون سياستها عدوانية بشكل لا يصدق تجاه بلادنا ومنطقتنا. وفجأة فكرت: لم لا نقضي العطلة في اليونان؟
صحيح. فالموسم موسم عطل، واليونان، مثلنا، منتهكة باسم القوانين الدولية التي فرضها الغرب، وهي مثلنا، لا تملك مورداً أقوى من السياحة. فلم لا ندعم هذه الجارة الواقعة في ضائقة؟ كيف نذهب إلى تركيا ولا نذهب إلى اليونان؟
ربما على الحكومة اليسارية اليونانية أن تفكر في إلغاء التأشيرات لجيرانها الأقرب، مثلنا ومثل السوريين (الذين هددت بإعطائهم تأشيرات شينغن لتغرق تلك الدول المتعجرفة بالنازحين) تشجيعاً لهم على زيارتها. وبذلك نكون قد فعّلنا قدرة أموالنا، ولو كانت قليلة، بالالتزام الأخلاقي، وجعلنا سياحتنا، نوعاً من التصويت للجارة التي لم نرَ منها ما يسيء، ضد الجارة التي تسيء إلينا كل يوم.
هذه دعوة لقضاء الصيف في اليونان دعماً لأهلها، جيراننا. على أمل أن تحفظ لنا الجارة هذا المعروف وترده قريباً... جداً، حين نشارف على الغرق في بحيرة الرمال المتحركة ذاتها... أو هكذا آمل.

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 7/10/2015 2:41:00 PM

لم تكن تركيا يوما صديقة للعرب قبل هذه الاحداث وخلالها وهي حتما ستبقى عدوة بعدها. ولا يغركم ان تركيا دولة مسلمة وما الى ذلك من كلام. عبر كل تاريخنا كان اليونان اهل واصدقاء وجيران. حين كان العرب يتنكرون لعروبتهم كان اليونان عربي اكثر منهم جميعا. خلال الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢ صمت العالم والعرب وتأمر العالم والعرب على لبنان وفلسطين وكانت اليونان هي الدولة الوحيدة التي تحركت ودعمت واستقبلت الفدائيين الفلسطينيين. لم تستقبلهم مصر ولا السعودية وحتما لم تستقبلهم الشقيقة سوريا. وحده اليونان رحب بهم. وفي كل مرة احتاج اليونان لدعم ولو قليل من العرب عبر استثمارارت بسيطة فيه كان العرب يتجاهلون الامر ويستثمرون اموالهم عند اعدائهم. اليونان وقبرص هما اهل وجيران الرضا وتركيا كانت وما زالت جار السوء والغدر والاذى. كل قرش يصرف في تركيا يكون جريمة بحق انفسنا. طبعا لا يمكن ان نتوقع الكثير من العرب حين ترى فروعا لستاربكس الصهيونية في كل المدن العربية وحتى في خارج البلاد العربية فان مرتع العرب المهاجرين هو ستاربكس. للعلم فقط: في العصر الذي كان فيه النضال انسانيا في سبيل الحق والعدالة، كان اليسار اللبناني والثورة الفلسطينية في صف اليونان المسيحي في صراعها مع تركيا، وكان جماعة المجتمع المسيحي من الفينيقيين في صف تركيا المسلمة. لذلك حين يتبجح جماعة الجبهة اللبنانية في حديثهم الطائفي يرجى ان لا يصدق احد اكاذيبهم. الصراع في لبنان لم يكن دينيا بل كان صراعا بين الحق وبين اذناب اسرائيل واميركا وتركيا في لبنان.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

قارئ قارئ - 7/6/2015 4:05:33 AM

شخصيّاً أقاطع السلطنة تماماً كإسرائيل منذ عدوانها على سوريا و أسوح في لبنان

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

لبناني لبناني - 7/4/2015 6:28:05 AM

شخصيّاً أقاطع السلطنة تماماً كإسرائيل و أسوح في لبنان

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 7/6/2015 1:30:03 PM

هو تآمرها على سوريا .. يمكن كمان لازم تقاطع لبنان ..ايها اللبناني P:

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

قارئ لبناني قارئ لبناني - 7/6/2015 9:48:38 PM

أو على الأكثر نصف حقّ لذلك بسوح نصّ سياحة (:

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 7/7/2015 10:41:25 AM

انما كسورية فانا مقاطعة السوريين بسبب تآمرون على سوريا ومن اهم المنتجات اللي قاطعتها حتى قبل هيدي التحركات هيي المسلسلات السورية .. والتركية .. وللحقيقة سبب مقاطعتي للمسلسلات التركية مش كون انها تركية .. انما لانها مدبلجة سوري

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 7/3/2015 11:02:05 AM

وقفنا ضد الاتراك مع اليونان الجارة بنظرة وحدة حال. وشو منعل بالجارة قبرص تركي او يوناني هون؟ من قال ان اليونان لا يستخدم حالة البلاد الاقتصادية الضعيفة بقوة ضد الاتحاد الاوروبي. ومن قال ان مشكلة اليونان الاقتصادية لن تنهي كيان الاتحاد الاوروبي وتعيده كما كان ان لم نقل اسوأ. اسألوا فلادامير بوتن عن الامر. ولكن انا مع سياحة اللبنانيون في اليونان وليس في تركيا.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مغتربه مغتربه - 7/2/2015 10:06:00 PM

تحيه لك من القلب عزيزتي ست ضحي. امس وقبل امس كنت أقول لنفسي لماذا لا ننقذ هذا البلد الجار (لكم اولا ) الكل يسألني لماذا لا اذهب الي تركيا ويضحكون علي جوابي الذي تشاركيني فيه موقفي . البعض يعتبر نفسه انسانيا ومع الحريه والعدل لكن بالحكي لان إنانيتهم تغلب علي مبادئهم . اتمني لك اياما جميله في اليونان

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 7/2/2015 7:45:25 PM

بس القرد الابيض ما بيرضى ... بتمنى تنتشر الفكرة ويكون لتطبيقها العملي تاثير ايجابي

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم