خلصت دراسة صادرة عن كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت إلى أن الجندر يأتي قبل الطائفة في تقرير آراء اللبنانيين حول قضية حق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأولادها، اذا كان الزوج فلسطينيا. تشير الدراسة الى أن معظم اللبنانيين يؤيدون حق الأطفال من ام لبنانية في الحصول على الجنسية، ولكن الاختلافات تظهر بحسب الطائفة والجندر، فالذكور المسيحيون مثلا، هم الأقل تأييداً لمنح هذا الحق.
وما هو لافتٌ في النتائج التي توصلت اليها الدراسة أن الاختلافات بين الطوائف تضمحلّ بين النساء، اللواتي تؤيّد نسبة 84 % منهن هذا الحق. وتربط الدراسة بين هذه المسألة والمشرّعين، أي النواب، فغالبيتهم من الرجال (في المجلس النيابي 4 نائبات فقط)، اذ تفترض الدراسة أن هذا ما يفسّر التناقض بين الرأي العام ومواقف السياسيين، بحسب الباحثتين سوسن عبد الرحيم وزينب شري، من كلية العلوم الصحية، اللتين اجرتا هذه الدراسة.
تجدر الاشارة الى أن هذه النتائج عرضت في مؤتمر صحة الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، الذي نظمه اتحاد ذي لانست للصحة الفلسطينية بالتعاون مع كلية العلوم الصحية في الجامعة ومعهد الصحة العامة وصحة المجتمع في جامعة بيرزيت في فلسطين، الذي عُقد في الجامعة الأميركية، بتمويل من جمعية الرفاه وجمعية المساعدات الطبية للفلسطينيين، بالإضافة إلى معهد الأصفري في الجامعة الأميركية في بيروت ومؤسسة القطان.
المؤتمر الذي حضره أعضاء هيئة التدريس وطلاب من الجامعة الأميركية وجامعات من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضم أكاديميين محليين ودوليين من جامعات رائدة مثل هارفارد، وبراون، معهد لندن للاقتصاد، وغلاسكو، وأوسلو، بالاضافة إلى منظمة الصحة العالمية والأونروا، وغيرها. وتناولت المداخلات موضوعات عدة، أحدها الآثار الطبية والصحية لحرب الخمسين يوماً على غزة في نهاية عام 2014، ونقص المياه المزمن في غزة وتأثيره على الصحة العامة، ومدى إدراك الأطباء الفلسطينيين لهذا التأثير، كما جرى خلال المؤتمر استعراض فعالية نماذج التدخل في الأزمات الإنسانية، وزواج القاصرين، والأمومة وصحة الطفل.
قدم عدد من باحثي الجامعة الأميركية نتائج اولية لدراسات حول مواضيع تتعلق بصحة الفلسطينيين ورفاههم. وتناولت احدى الدراسات انعدام الأمن الغذائي بين الأطفال الفلسطينيين في برج البراجنة، وأظهرت أن أكثر من 45 في المئة من الأطفال بين سن الخامسة والثانية عشرة يواجهون خطر النمو المتعثّر وفقر الدم، نتيجة لانعدام الأمن الغذائي. وقد قدم هذه الدراسة الباحثتان جويل شوفاني وهالة غطاس من كلية العلوم الصحية. وكشفت هذه الدراسة أن الأطفال في أُسر الآباء الذين لم ينالوا تعليماً كافياً هم أكثر عرضة لسوء التغذية، وهذا ما يشير إلى أهمية إشراك الآباء في التثقيف الصحي والتغذوي وضمان تمكين الأسر الضعيفة من تخزين وطهو الطعام جيداً.
وكذلك أظهرت دراسة على الفلسطينيين اللاجئين من سوريا أن انخفاض المستويات التعليمية للوالدين يقلل من فرص الالتحاق بالمدرسة لأطفالهم. وقد استخدمت هذه الدراسة البيانات التي جمعتها الأونروا خلال صيف عام 2014. وأوصت الباحثتان زهراء بيضون وسوسن عبد الرحيم، اللتان قادتا هذه الدراسة بأن تولي الأونروا اهتماماً خاصاً للأطفال الذين يعيشون في الأسر التي لم يحصل الأهل فيها على تعليم كافٍ.
(الأخبار)