ذكّرت حادثة «اختفاء» 5 سياح تشيكيين، بين كفريا وخربة قنافار في البقاع الغربي، بعملية خطف الأستونيين السبعة قبل نحو أربع سنوات. غير أن مصدراً أمنياً استبعد أن يكون الدافع وراء اختفاء الخمسة إرهابياً، مرجحاً أن تكون العملية خطفاً للحصول على فدية مالية أو «مقايضة» محتملة بين الخمسة وبين لبناني من آل فياض موقوف في تشيكيا، ولا سيما أن الأخير قريب السائق اللبناني صائب منير طعان الذي كان يقلّ السياح الخمسة، وهم: شرفاك جان، حمصي آدم، دوبلس ميرسكلاف، كوفون بارفيل وديبسيك مارلين بيسيك.
وحتى الآن، لم يصل أي من الأجهزة الأمنية الى رأس خيط واضح في القضية، علماً بأن كلاً من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي واستخبارات الجيش في البقاع والأمن العام تعمل على الملف نفسه. وأفادت المعلومات بأن أربعة من المفقودين هم صحافيان ومترجم ومحام، فيما لم تعرف مهنة المخطوف الخامس. وأفادت المعطيات الأولية بأن التشيكيين كانوا في صدد إعداد تقرير مصوّر عن أحوال النازحين السوريين في البقاع، وأنهم زاروا سابقاً بلدة أنصار (الجنوب) قرية السائق.

سائق المخطوفين أخو موقوف في تشيكيا

وقد عثر أول من أمس، في منطقة كفريا، على سيارة كانت تقل التشيكيين من مطار بيروت الدولي، وفي داخلها حقائب وجوازات سفر وكاميرات وأوراق مبعثرة. وتبين أن السيارة تعود لطعان، من قضاء النبطية. على الأثر، حضرت القوى الأمنية والعسكرية وعاينت السيارة. ولفت مصدر أمني الى أن والد السائق ادعى لدى مخفر بلدة الدوير بأن نجله اختفى في ظروف غامضة، وأن الاتصال به فُقد منذ ليل الجمعة.
ودخل التشيكيون لبنان مرتين سابقاً، في 1 أيار ثم في 7 حزيران الماضيين. ورجحت المصادر أن تكون لعملية الخطف علاقة باعتقال فياض في تشيكيا، من دون أن تستبعد علاقة لطعان بالعملية لكونه الأخ غير الشقيق لفياض الذي نفّذ ذووه اعتصاماً أمام السفارتين التشيكية والأميركية في بيروت سابقاً، مطالبين بالإفراج عنه.
واستكمالاً لعمليات البحث عن المخطوفين، نفذت قوة من الجيش والقوى الأمنية عمليات دهم لفنادق ومتنزهات وأماكن عامة في منطقة البقاع. وأشار مصدر أمني الى أن عمليات البحث والتحري مستمرة بين البقاع الغربي والجنوب اللبناني، مرجحاً أن يكون الخاطفون قد توجّهوا نحو الجنوب، سالكين طريق مشغرة ــــ ميدون باتجاه قضاء النبطية.