أعلن الكوميديان والمخرج والموسيقي البريطاني ستيوارت لي (الصورة) الحرب على خطة حكومة بلاده لمراجعة ميثاق وتمويل «هيئة الإذاعة البريطانية» التي أُطلقت يوم الخميس الماضي. في عمود نشره أمس في صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، شنّ لي هجوماً على الشخصيات التي اختارها وزير الثقافة جون ويتنغدال لـ«المساعدة في تقرير مصير bbc»، واصفاً إيّاها بـ«صائدي السحرة»، الأمر الذي لاقى استحساناً لدى العديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تويتر.
وكان ويتنغدال قد قال إنّ «بي. بي. سي.» فشلت في مناسبات كثيرة في «الارتقاء إلى المعايير المتوقعة منها»، مشيراً إلى مشاكل؛ بينها «الفشل التحريري، خسارة حوالى 156 مليون دولار أميركي في المبادرة الفاشلة لوسائل الإعلام الرقمية، إضافة إلى مستوى الرواتب والتوقف عن السداد». وتابع الوزير قائلاً: «لقد ساهم عدم الوضوح في هياكل إدارة bbc في حدوث هذه الإخفاقات. وستسمح الحكومة بإجراء مشاورات على مدار ثلاثة أشهر قبل البت في مستقبلها»، علماً بأنّ المؤسسة الإعلامية التي بدأت عملها قبل 93 عاماً أعلنت قبل فترة وجيزة إلغاء أكثر من ألف وظيفة لأنّها تتوقع خفضاً بقيمة 234 مليون دولار في رسوم المشاهدة في العام المالي المقبل، بعد عزوف المشاهدين عن أجهزة التلفزيون وتوجههم إلى الإنترنت لمتابعة البرامج (الأخبار 3/7/2015).
ورأى ستيوارت لي أنّ مجموعة الخبراء التي تضم رئيسة مجلس إدارة Banking Standards Board والرئيس التنفيذي لتطبيق «شازام» وغيرهما هي عبارة عن «كيانات تفكّر بطريقة رجال الأعمال وتتعاون من أجل الحفاظ على التراث الثقافي في البلاد». وتساءل الكوميديان البريطاني عن سبب استبعاد أسماء سبق أن حققت نجاحات في هذه المؤسسة من النقاش، وغيرها من الشخصيات المعروفة في مجال الترفيه والإعلام. وتابع مؤكداً أنّ المحزن في الأمر هو أنّ مثل هؤلاء الأشخاص ينظرون إلى الثقافة كقيمة بحد ذاتها، لا مجرّد «فرع تجاري غبي إلى درجة لا يعرف كيف يكبّر هوامش ربحه».
في هذا السياق، ينقسم البريطانيون بين مناصر لـ«بي. بي. سي.» يرى فيها مؤسسة وطنية تعرض ثقافة بريطانيا في مختلف أنحاء العالم، تزامناً مع تقديم الأخبار المحلية والدولية المهمة»، وبين من يعتبرها مؤسسة «متضخمة تخنق المنافسة التجارية، وتغطيتها الإخبارية غير متوازنة».