«جايين». احتلت هذه الكلمة الجزء العلوي من الصفحة الرسمية لـ «هافنغتون بوست عربي» على فايسبوك. إلى جانب هذه الكلمة، ضمّت صورة الغلاف (cover photo)، مشاهد من مناطق عربية عدّة، وأشخاصاً غير واضحي المعالم ينتمون إلى بلدان عربية مختلفة. وعبر هذه الصفحة الفايسبوكية والحساب الرسمي على تويتر، أعلنت صحيفة «هافنغتون بوست» الإلكترونية الشهيرة عن قرب موعد انطلاقتها بالنسخة العربية.
إنطلاقة من المقرّر أن تكون غداً الإثنين، فيما لم يتم الكشف بعد عن عنوان الموقع الإلكتروني الخاص بها. وقبيل بدء هذه التجربة الإعلامية الجديدة، انتشرت أخيراً مجموعة من الهاشتاغات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أبرزها #مدونات_هافنغتون_بوست_عربي، و#‏قريباً_هافينغتون_بوست_عربي‬.
من خلال هذه الأوسام، حرص القائمون على الموقع المنتظر على التواصل مع الجمهور، مؤكدين أنّه «سنكون الساحة لأفكاركم والفضاء الحرّ لآرائكم»، وأنّه «نقدّم لكم ثنائيات الحياة في تناقضها وتكاملها وتنوعها، في الخبر والفيديو والصورة». ومن بين الشعارات التي نُشرت على حساب تويتر مثلاً: «ألسنة متعددة، وقلب واحد»، فضلاً عن صور متعدّدة على فايسبوك تحتوي على عبارات مقتضبة بلهجات عربية مختلفة مثل: «يا أهلين... انطرونا»، و«مساء الفل... إستنونا»، و«نهار كبير هادا... تسناوْنا».
«هافنغتون بوست عربي» ليس مشروعاً مفاجئاً، بل إنّه منتظر منذ حوالي سنة، إذ أُعلن في آب (أغسطس) 2014 عن قرب موعد إطلاقه. وجاء الإعلان على لسان مديرة تحرير «هافنغتون بوست»، أريانا هافنغتون التي كشفت أنّ التحضيرات بدأت بعد الإتفاق بين «هافينغتون بوست» (تديره AOL) و« وشركة Integral Media Strategies التي يديرها المدير العام السابق لشبكة «الجزيرة» القطرية، الفلسطيني وضّاح خنفر: «نريد التركيز على الأعداد المتزايدة من الشباب المزوّد بهواتفه المحمولة في الشرق الأوسط».
يذكر أنّ خنفر إخواني الهوى واستقال من «الجزيرة» عام 2011 على خلفية كشف وثائق «ويكيليكس» عن وجود تعاون وثيق بينه وبين وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية، وعن تلقيه تقارير شهرية من الوكالة عن أداء «الجزيرة» في تغطية الأحداث المرتبطة بأميركا ومصالحها (الأخبار 10/9/2011).
وأضافت أريانا هافنغتون في تصريح إلى صحيفة الـ «غارديان» البريطانية أنّ الموقع سيكون «الأوّل من نوعه» في المنطقة لناحية الجمع بين «التقارير الخاصة، والصحافيين المستقلين، إضافة إلى منصة للتدوين لأولئك الذي يريدون نشر أفكارهم وأرائهم وتعاليقاتهم. كما أنّ المواضيع المعالجة ستشمال السياسة والإقتصاد والإجتماع والترفيه والثقافة والمنوّعات...»، مشددةً على أنّ الموقع الناطق باللغة العربية لطالما «كان حلماً أردنا تحقيقه منذ اليوم الأوّل. لمثل هذه الخطوة أهمية كبرى في ظل الظروف والتطورات الحاصلة اليوم. لا بد من إشراك الأصوات العربية في النقاشات والتحليلات وتعميق فهم العالم للحياة في العالم العربي.
يذكر أنّ تدوينات اليوم الأوّل ستحمل تواقيع ملكة الأردن رانيا، والفنانة الفلسطينية ريم بنّا، والرئيس التنفيذي لشركة «التدريب التخصصي» هاني المنيعي، والمخرج المصري عمرو سلامة، وآخرين.
من جهته، سبق لوضّاح خنفر أنّ قال في بيان إنّ «هافنغتون بوست عربي» يعتبر «فرصة مميّزة للصحافيين الشباب في المنطقة. العالم العربي من أكثر مناطق العالم أهمية في إنتاج الأخبار. سنتيح الفرصة للصحافيين الشباب خصوصاً لتقديم محتوى تفاعلي ميداني أصيل، وستتاح مفيداً لهم الاستفادة من تجربة «هافنغتون بوست» باللغات المختلفة، كما سيكون أمام مستخدمي الإنترنت فرصة المشاركة في المقالات والتعليقات والمساهمات الميدانية المختلفة».
«هافنغتون بوست عربي» هو نسخة جديدة ضمن مواقع «هافنغتون بوست» الموجّهة إلى مناطق عدّة بينها ألمانيا وأسبانيا والبرازيل وكندا وفرنسا واليونان وإيطاليا واليابان والمغرب وكوريا وغيرها. ومن المقرّر في الفترة المقبلة إطلاق نسخة جديدة مخصصة للهند.
قبيل إنطلاق موقع «هافنغتون بوست عربي»، تبدو الآمال المعلّقة عليه كثيرة وكبيرة، لجهة الإحترافية والتنوّع، خصوصاً أنّ الموقع الأصلي يجيد لعبة الصحافة الإلكترونية، وليس مجرّد نسخة إلكترونية من صحيفة ورقية. فهل تصح التوقعات، ويساهم المولود الجديد في رفع سقف التحدّي المهني عربياً، ويحرّك المياه الراكدة في إعلامنا الإلكتروني؟ وماذا عن طريقة تعاطيه مع كرة النار المتنقلة بين الدول العربية في ظل تولّي وضّاح خنفر زمام الأمور، هو المعروف بميوله الإسلامية؟