القاهرة | في انتخابات بلا برامج حقيقية، وبفارق ضئيل من الأصوات، فاز «أمير الغناء العربي» هاني شاكر (الصورة) بمنصب نقيب الموسيقيين بعد منافسة شرسة مع مصطفى كامل. إذاً، عاد نجوم الطرب مجدداً للجلوس على مقعد نقيب الموسيقيين في مصر بفوز هاني شاكر في الانتخابات التي أجريت أمس لاختيار نقيب جديد للموسيقيين المصريين و12 من أعضاء مجلس النقابة.
وكانت النقابة التي تأسست على يد أم كلثوم أوّل نقيبة للموسيقيين قبل أن يخلفها محمد عبد الوهاب، قد انصرفت عن المطربين لاحقاً وبات المنصب محصوراً بالملحنين وأبرزهم حسن أبو السعود الذي توفي فجأة عام 2007. منذ ذلك الحين، تشهد النقابة حالة من عدم الاستقرار بلغت ذروتها بعد ثورة يناير مباشرة، عندما فاز بالمنصب المطرب إيمان البحر درويش. لكن هذا الأخير لم يستمر كثيراً في موقعه النقابي إذ دخل في نزاع قضائي مطوّل مع الملحن والمطرب مصطفى كامل وظلت الأوضاع القانونية معلقة بينهما حتى حسم هاني شاكر المنصب لصالحه قبل ساعات.
لم يجلس إيمان البحر درويش على مقعد النقيب وتكتّل ضده معظم أعضاء المجلس، لهذا لا يمكن اعتبار انتخابه عودة لكبار النجوم. ومن غير المتوقع أن يواجه هاني شاكر العقبات نفسها رغم نجاح بعض أعضاء المجلس القديم المتخصصين في إثارة المشاكل في العودة من جديد، أبرزهم أحمد رمضان سكرتير عام المجلس المنتهية ولايته والذي حاول منع حمزة نمرة من الغناء عبر قرار فردي تبرّأ منه مصطفى كامل الذي كان قائماً بأعمال النقيب في ظل الخلاف القضائي مع إيمان البحر درويش.
حصل هاني شاكر على 1066 صوتاً، في مقابل 928 صوتاً لمصطفى كامل، بينما حاز المنافس الثالث منير الوسيمي على 129 صوتاً فقط. الفارق الضئيل بين النقيب الجديد والوصيف عكس أوّلاً حدّة المنافسة رغم التاريخ الكبير لهاني شاكر، وأكد أنّ سباق الانتخابات غير مرتبط بالشهرة وإنّما بالخدمات. والدليل أنّ كامل حصد الأصوات الأكبر من المحافظات بينما حسمت أصوات القاهرة النتيجة لصالح صاحب أغنية «يا ريتني». وتعد نقابة الموسيقيين الأكثر عدداً بين النقابات الفنية الثلاث (4400 هو إجمالي عدد الأعضاء)، وذلك نتيجة وجود معظم العازفين في الفرق الإقليمية وغيرهم داخلها، الأمر الذي يُعطي للمحافظات زخماً مقارنة بنقابتي الممثلين والسينمائيين. في هاتين النقابتين يتركّز الأعضاء داخل القاهرة فقط، وتعتمد الانتخابات على شخصية النقيب وعلاقاته بالدولة وقطاعاتها المختلفة من أجل توفير المعاشات والوظائف للأعضاء. لهذا، لا يمكن القول إنّ البرامج الانتخابية هي الفيصل، فالأصوات التي ذهبت لمصطفى كامل اعتمدت على وجوده الدائم في النقابة لأكثر من 10 سنوات، فيما رأى ناخبو هاني شاكر أنّ شهرته الكبيرة قد تكون المدخل للحصول على مزايا أكبر للنقابة وأعضائها في ظل تراجع الحفلات الغنائية والنشاط الموسيقي في مصر عموماً.
ومن غير المتوقع أن يختلف رد فعل هاني شاكر عن منافسه في ما يتعلق بفنانات الكليبات الساخنة في حال حصولهن مسبقاً على تصاريح العمل النقابي. كما أنّ شاكر لن يخوض أي معارك كلامية مع هؤلاء ولن يكرر خلافات جمعت نقباء سابقيين إما بفنانات مصريات أو أجنبيات يردن الانتشار في المحروسة.
في كل الأحوال، سيكون على الموسيقيين الانتظار لفترة للتأكّد من حدوث تغيير حقيقي في النقابة، وإلا فسيكون الاختلاف الوحيد تجسّد فقط في جلوس مطرب كبير على مقعد النقيب.