طال انتظار بلديات محافظة بعلبك ـ الهرمل لمعمل فرز وتسبيخ النفايات في بعلبك، والذي كان من المفترض أن يبدأ العمل فيه منذ صيف عام 2013، بعد انتهاء الأشغال فيه، على أن تبدأ بلديات القرى البقاعية بترحيل نفاياتها إليه وتتخلص بذلك من مكباتها المتنقلة بين الجرود والسهول. تنقل البلديات منذ سنوات مكباتها من عقار إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، في حين لا تجد بلديات أخرى سبيلاً لتقليص أكوام النفايات إلا بإحراقها، مع توفر العلم لديها بمدى الضرر الذي يلحقه ذلك بالأهالي وبالبيئة والثروة المائية الجوفية.
حتى اليوم لم يبدأ العمل بمعمل فرز وتسبيخ نفايات بعلبك، والمشكلة تكمن في عدم توفر مطمر صحي للمعمل. سابقاً كان عدم توفر التمويل لإنشاء المطمر هو السبب الأساس في عدم انطلاق الآلات في المعمل، واستقبال ما بين 60 و150 طناً من النفايات يومياً مع تسبيخ ما يقارب 45 طناً. لكن الاتحاد الأوروبي ذلّل مشكلة التمويل، بعدما زارت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا إيخهورست، ومدير المفوضية الأوروبية في الشرق الأوسط وأفريقيا مايكل بولر، يرافقهما وفد من وزارة التنمية الإدارية، موقع المعمل واطّلعوا على تجهيزاته نهاية شهر كانون الثاني 2014، حيث قُدِّمت هبة مالية بقيمة 5 مليون يورو لتأمين حفرة ضخمة بمثابة المطمر الصحي للمعمل. قرى وبلدات المنطقة استبشرت خيراً بالهبة المالية وبقرب موعد التخلص من المكبات العشوائية وترحيل أكوام النفايات إلى معمل بعلبك. لكن صيف عام 2014 يبدو أنه شبيه بصيف العام الحالي، فحتى اليوم لم ينجز المطمر، ولم يبدأ العمل بمعمل الفرز حتى. رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن أكد لـ»الأخبار» جاهزية وقرب انطلاق العمل في معمل فرز وتسبيخ بعلبك، بعدما «رست مناقصة تشغيل المعمل على شركة الجهاد للمقاولات منذ أيام»، على أن يتم توقيع الاتفاقية بين الشركة ووزارة البيئة خلال الأيام المقبلة. لا ينكر حسن أن المطمر لم ينجز بعد، وأن ذلك «يحتاج إلى مزيد من الوقت» رغم توفر التمويل من الاتحاد الأوروبي، عازياً السبب في ذلك إلى «تأخر الحكومة في الموافقة على الهبة»، وإلى أن الاتحاد الأوروبي «اشترط الشروع في حفر المطمر الصحي، إلى حين إطلاعه على بدء تشغيل معمل الفرز والتسبيخ، ومعرفة قدرته التشغيلية والاستيعابية وما إذا كان بحاجة للتوسيع وإقامة منشآت جديدة».
وبحسب رئيس بلدية بعلبك فإن معمل الفرز سيبدأ العمل فيه خلال شهر ونصف تقريباً، بترحيل النفايات «من مدينة بعلبك فقط إلى المعمل وطمر العوادم خلال المرحلة الأولى في مكب الكيال، على أن يبدأ ترحيل نفايات قرى وبلدات بعلبك ـ الهرمل بعد الانتهاء من حفر وتجهيز المطمر الصحي البيئي وفق المواصفات المطلوبة». ولفت حسن إلى أن نفايات مدينة بعلبك زادت خلال السنتين الماضيتين بنسبة 50%، بعد نزوح ما يقارب 60 ألف نازح سوري إليها، ليضافوا إلى عدد سكان المدينة ليصبح 120 ألفاً.
وعليه فإن بلدات بعلبك ـ الهرمل يتوجب عليها الانتظار مجدداً، والبقاء على معاناتها مع المكبات العشوائية، إما إلى حين الانتهاء من الأشغال في مطمر معمل فرز وتسبيخ بعلبك، وإما التفتيش عن بديل يتمثل بمعمل فرز مع مطمر في كل منطقة، كما يقترح سهيل الحاج حسن رئيس بلدية شمسطار ـ غرب بعلبك.