زبالة ماري انطوانيت

-شو مالك؟ عم تضحكي؟
-ما شفت الاعلان؟ هلق بعدو مارق ع الاخبار.. يحرق عرض هالبلد..
-اي اعلان؟
-(تضحك وتمسح دموعها) تبع الزبالة. قال عم يوعونا كيف لازم نفرز الزبالة من المصدر. ايه.. قال هيك: لازم نحط الزبالة العضوية، يعني تبع الاكل والخضرة وهيك اشيا بكيس بلاستيك اسود ،والكرتون والورق بكيس اصفر، اما الازاز والمعادن فمحلها بالكيس الزهري.. انو ما فقعني شي الا الكيس الزهري. زهري يا الله! انت بتعرف وين في اكياس زهرية؟

- شو هالمشكلة؟ الا ما يكون في اكياس زهرية، اكيد ما عم يحكوا من فراغ؟
-استغفر الله.. بس انو كتوعية يعني ومهتمين بالبيئة، صار عنا مصروف بلاستيك اكتر من الاول ولا انا غلطانة؟
- ليه بقى؟
- ولو حبيبي؟ وين بتحطوا الزبالة انتو بالبيت؟
- بالتنكة وين!
- ايه بعرف بالتنكة، بس انو مش دغري بالتنكة! يعني الا ما تحطوا فيها كيس ما هيك؟
- صحيح، بس الوالدة إدارية، يعني ما بتشتري اكياس زبالة، بتجمع الاكياس تبع التعاونية، وبتحط الزبالة فيهم.
- يعني امك موفرة ع البيئة ع القليلة وحسب الاعلان التوعوي، 3 اكياس زبالة ع القليلة. مين احسن؟
- هلق ما تكوني كتير حنبلية.. نحنا بأزمة ولازم نتعاون.
- انا حنبلية؟ طيب . انت شفت هيديكي الست اللي كانوا عاملين معها مقابلة ع اساس عندها طريقة لتاخذ الزبالة المفروزة من البيت؟
- وين؟ لا ما شفتها!
- عادي! ما انت حتى لو شفتها ما ح تفهم، واذا فهمت يمكن تقدر ويمكن لأ.. حسب امكانياتك الثقافية والمادية.
- فسري .. طبقتيلي قلبي.
- سلامتك من الطبقان .. كانوا عم يعملوا معها مقابلة ع التلفزيون ع اساس عندها جمعية ومبادرة للحل. اولا بكل المقابلة يمكن قالت كلمتين او تلاتة بالعربي، عامة قالت كلمة «يعني»، بس ع طريقة كارلوس اده، حبيبنا. وتاني شي فهمنا انو عم تحكي عن «أبليكايشن» بتنزلها على «اي باد» او شي هيك تبع «الجينريشن» الاخير من التلفونات. يعني بتحط اول شي «دكة» مصاري حق تلفون «ذكي»، وبعدين بتنزل «الابليكيشن» تبع الزبالة، وتالت شي بتفرز الزبالة من بعد ما تكون اشتريت 3 ربطات اكياس بلاستيك، واحد منها زهري (اوعا تنسى) وبعدين بتكبس ع الابليكايشن، بيعرفوا انت وين، بيقوموا بيجوا وبياخدوا زبالتك. دليفري يعني..
-(يضحك) هلق فهمت عليكي. طيب ع القليلة عم يفكروا بحل..
- يا خيي ما هيدا اللي بيقهر! انو يفكروا بالعربي اولا، وتانيا يفكروا بقدرة الناس المادية. اصلا بفرنسا مثلا، وهونيك معهم مصاري اكيد اكتر من برج حمود او الكرنتينا، الناس ما بتستعمل اكياس بلاستيك الا للزبالة العضوية لانها بتتفاعل. وحتى يقللوا استخدام هالاكياس، حتى بالسوبر ماركت، الناس بتاخد معها سلة تحط اغراضها فيها، واذا مصرين بدهم اكياس بلاستيك، بيدفّعوهم حق كل كيس ما يعادل 500 ليرة باللبناني على ما اذكر، هاي من جهة، ثانيا الدولة او متعهد الزبالة، هوي اللي بيحط بكل شارع، مكبات كبيرة كل واحد منها مخصص لشي: للمعادن والازاز.. بتلاقي المواطن جارر السلة وراه بيوصل ع المكب وبيفضي القناني الازاز بواحد، والكرتون بالتاني..
- لك شو عم تحكي.. هيدي البلاد اللي فيها عالم
- ليه نحنا مش عالم؟ هياه اقليم الخروب ما احلاه.. احلى عالم والله. يعني الناس بس بتشوف انو في دولة مهتمة وحاطة خطة (اشحطلي خطين بالاحمر تحت كلمة خطة) منها لحالها بتصير .. او خلينا نقول الاغلبية، بتصير تتجاوب.
- يمكن ايه ويمكن لا.. ما بعرف.
- طيب بما انو الناس عنا بعدها طيبة: ليه ما منحكيهم بلغة الانسانية؟ يعني مش كل الوقت منقول لما نشوف اللي عم يفتشوا بالزبالة، انو يا حرام، وكيف بيقدروا يفتشوا بهالروائح والتلوث؟ وكمان بينبشوا الزبالة اضرب من البسينات وبيفلشوها حول المكب بشكل فظيع؟
-ايه؟
- خلينا نقول احتراما منا لهدول الناس المضطرين لهالشغل، انو هني على شو بيدوروا بالزبالة؟ ع المعادن والتنك والازاز، ما هيك؟ عال. حطلهم اياهم بكيس لوحدن، كيس التعاونية. هيدا مش مساعدة لهدول اللي بيعيشوا من الزبالة واحترام لانسانيتهم؟
- دخيلك انت.. صحيح متل ما قال المتل: الناس بالناس والقطة بالنفاس.
-صحيح. بس في متل تاني يمكن ازبط على جماعة زبالة ماري انطوانيت، بقصد الزبالة بالكيس الزهري، هوي المتل ما بينقال بالاماكن العامة.. بس اكيد بتعرفو.
-اياه؟ قولي قولي..
- (بصوت واطي) "الف(.. ) ع المتكي.. هين"!. عفوا يعني، بس انو هيدا من الادب الشعبي. يعني كتير معبّر ما هيك؟

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم