مرّ مسلسل «في ظروف غامضة» (كتابة فادي قوشقجي، وإخراج المثنى صبح) على الهامش في الموسم الماضي. لم يترك أي أثر، بخاصة مع وجود أعمال اختارت الاشتباك مع الظرف الإنساني في سوريا من دون الهروب نحو «مشروع دمّر» والمناطق الراقية التي لا تزال نسبياً خارج الدائرة المسحوقة، واسمها فعلياً «الشام الجديدة». مع ذلك، يعود كاتب «ليس سرباً» هذا العام من باب صَنع اسمه في عالم الدراما السورية، هو عالم الوجدانيات والحب. سيكون قوشقجي على موعد مع المخرج سيف الدين السبيعي في شراكة جديدة بعدما اشتغل له مسلسل «تعب المشوار» ولم يحقق الحضور الجماهيري المطلوب بسبب الظرف التسويقي، رغم حساسيته وأهميته.
هذه المرة، سيكون العمل بعنوان مأخوذ من أغنية أيضاً هي «نبتدي منين الحكاية» (إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني»). ستدور كاميرا السبيعي يوم الاثنين في دمشق الجديدة وبيوتها لتصوير حكاية لا يتجاوز عدد شخصياتها 35، ولن يستمر التصوير أكثر من 60 يوماً، وهي أقل مدة ممكنة لتصوير مسلسل. يلعب أدوار البطولة النجم غسان مسعود وسلافة معمار (الصورة)، إلى جانب أسماء مهمة منها محمود نصر، ووفاء موصللي، ودفعة من الممثلين الشباب منهم هيا مرعشلي وسيم الرحبي وإيمان خضور ومريانا معلولي...

ستدور الكاميرا
في دمشق الجديدة لمدة 60 يوماً

وكان يفترض بالمسلسل أن يكون من بطولة النجم عبّاس النوري. لكن «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» اعتادت دفع أجورها لممثلي الصف الأول وفق قانون لا يسمح بتجاوز أجر الممثل الأول عن 15 مليون ليرة سورية (نحو 50 ألف دولار أميركي). رقم يرفضه نجوم الصف الأول في سوريا، بخاصة بعدما وصلت أجور بعضهم في العالم العربي إلى نصف مليون دولار أميركي بحسب الروايات المتواردة عنهم. هكذا، تضطر الجهة الحكومية للإنتاج الدرامي في سوريا إلى إدخال شركة خاصة كي تغطي أجر نجوم مسلسلاتها، وتترك لها فرصة التوزيع أيضاً، وتتقاسم معها الأرباح بطريقة غير عادلة على الأقل بالنسبة إلى المال العام. على أي حال، لم تحسم حتى الآن مسألة دخول شركة «غولدن لاين» شريكة في إنتاج «نبتدي منين الحكاية». لكن الأكيد أنّ مسعود سيلعب الدور البطولة في حكاية مسبوكة ضمن أجواء قوشقجي المعتادة. لكننا في المسلسل السوري الذي يعتبر أول الواصلين إلى ميدان التصوير هذا العام، سنكون أمام رجل متقدم في السن نسبياً، يقع في غرام فتاة تصغره سناً لكنها توازيه معرفة. الحب الجارف يجعله متمسكاً بها من دون أن يتمكن من تركها، ولو قرر ذلك ظاهرياً. ربما هي حالة رمزية على تعلّق المواطن الصالح ببلاده التي يفضّل ألا يتركها وإن لم تكن بمستوى طموحاته. يكتشف فجأة أنه مصاب بسرطان دماغي، فيقرر أن يكرر اتصاله بحبيبته فوراً. ثم يذهب إلى مكان حيث يبدأ بإقناع كل من حوله أنه لا يأبه لهذا المرض الفتّاك، ويقرر التحايل حتى على تعليمات الطبيب، ويشرب الكحول. فعلياً، يكون الرجل على هذه الحالة. لكن عندما يصبح وحيداً، تختلف معه الحياة كليّاً وتبدأ انهياراته النفسية تواكب حالته المرضية. وسيكون الحنين إلى الحياة والماضي مساحة خاصة في عزلته.
مزيد من الحب هو عنوان الدراما السورية في موسمها الجديد وسط ما يسوّرنا من دماء وخراب وفوضى وعنف. قد تكون هذه الوصفة السحرية في هذا الزمن المنفلت من أي منطق؟!