لا تزال الدولة قاصرة عن حفظ الأمن في عرسال. البلدة البقاعية خرجت عملياً من تحت سلطة الدولة قبل نهاية عام 2011، وتكرّس هذا الخروج عندما اجتاحها إرهابيو «داعش» و«جبهة النصرة» وحلفاؤهم في آب 2014، واختطفوا عشرات جنود الجيش وقوى الأمن الداخلي، ومعهم «هيبة الدولة». يوم أمس، قدّم الإرهابيون دليلاً دموياً على سلطتهم في البلدة، من خلال اغتيال أحد قادة الجماعات السورية المسلحة، ما ينذر بردود فعل بين «إخوة المعارضة» السورية المسلحة.
من تعرّض للاغتيال هو عبدالله حسين الرفاعي، العقيد المنشق عن الجيش السوري، الذي تولى قيادة ما يسمى «الجيش الحر» في القلمون، وقيادة «الفرقة 11» في القلمون الغربي.
ووقعت عملية الاغتيال برصاص سلاح حربي، في ساحة الجمارك وسط عرسال. الرفاعي، ابن بلدة رأس المعرة السورية، نُقل إلى المستشفى الميداني التابع لمصطفى الحجيري «أبو طاقية» وحالته حرجة، وما لبث أن فارق الحياة متأثراً بإصابته البالغة. أما قاتله، فتوارى عن الأنظار في أزقة البلدة. كثر من العراسلة أكدوا أن من اغتال الضابط المنشق «شخص عرسالي معروف، ينتمي إلى تنظيم داعش. وفيما لم تعرف أسباب «تصفيته»، فإن أجواء من القلق والحذر سادت البلدة بعد مقتل الرفاعي، وسط تخوف من ردة فعل من قبل مسلحين ينتمون إلى «الجيش الحر»».
تجدر الإشارة إلى أن الرفاعي كان قد أوقف في عرسال في تشرين الثاني 2014 من قبل الجيش اللبناني، بينما كان برفقة المدعو خالد الحجيري في سيارة من نوع بيك آب أثناء توجههما من بلدة عرسال إلى جرودها.
الرفاعي المعروف بـ«أبو حسين» أطلق بموجب قرار قضائي. وحينذاك، جرى التداول بمعلومات نفاها الأمن العام، تحدثت عن إطلاقه ضمن إطار عملية تبادل لعنصرين من الجيش الحر، بالإضافة إلى الرفاعي، مقابل تحرير أسير حزب الله عماد عياد الذي أسرته الجماعات السورية المسلحة في القلمون.
ومنذ قرابة الشهرين، وأثناء محاولة مجموعة من المسلحين التسلل من جرود بلدة عرسال إلى داخل البلدة، تصدت إحدى نقاط الجيش اللبناني للمجموعة المتسللة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتمكنت من سحب جثتين للمسلحين، تبين أن إحداهما تعود للسوري حسين الرفاعي نجل عبدالله الرفاعي.