إعداد | أكدت مصادر استخبارية وعسكرية أميركية لوسائل إعلام بارزة أن تنظيم «داعش نفّذ هجوماً كيميائياً شمال سوريا قبل أسابيع». «الحكومة الأميركية حصلت على نتائج فحوص من هجوم داعش الأخير على الحسكة تؤكد استخدام التنظيم غاز الخردل كسلاح هناك»، قالت مصادر رسمية لقناة «سي إن إن» أخيراً.
ونقلت القناة عن أحد «المسؤولين الرسميين» أن «المواد التي استخدمها داعش في هجومه الأخير لا تحتوي على عناصر معقّدة التركيب، كالتي يمتلكها النظام السوري، ما يشير الى أن ما استخدمه داعش في هجومه هو من صنعه هو، وقد مزج فيه مواد كيميائية أساسية كانت بحوزته»، لكن بعض المقالات الصحافية الاخرى (في «ذي لوس أنجلس تايمز» و«ذي وول ستريت جورنال») لم تستبعد أن يكون التنظيم الإرهابي قد «حصل على الكيميائي من مخازن تابعة للنظام» كان قد استولى عليها.
وربط المسؤولون الرسميون الذين لم يشاؤوا الكشف عن أسمائهم، هجوم «داعش» الكيميائي الأخير على قوات البيشمركة في منطقة المخمور العراقية بـ«معلومات لديهم عن هجوم مماثل سبقه في شمال سوريا».

البنتاغون فتح
تحقيقاً بشأن
هجوم المخمور


المصادر الرسمية كشفت لصحيفتي «ذي نيويورك تايمز» و«ذي واشنطن بوست» أن «أجهزة الاستخبارات والدفاع الأميركية تعتقد بالفعل أنه جرى استخدام غاز الخردل، قبل أسبوعين، في هجوم شمال سوريا، أصيب فيه العديد من أفراد القوات الكردية. وهو ما يدفع الى تصديق التقارير الخاصة بهجوم مخمور هذا الأسبوع»، حيث استخدم «داعش» مواد كيميائية مماثلة.
«ذي واشنطن بوست» أشارت إلى أنه «فيما اتهم معارضو الرئيس بشار الأسد مرّات عدّة النظام السوري باستخدام الكيميائي، حتى بعد اتفاق عام ٢٠١٣، يؤكد مسؤولون أميركيون أن داعش يمتلك أيضاً القدرة على تنفيذ هجمات كيميائية في سوريا». من جهتها نقلت «ذي نيويورك تايمز» عن مسؤولين أن «داعش نفّذ عدّة هجمات بمادة الكلوراين على مقاتلين أكراد». الصحيفة أشارت إلى أنه «إذا تأكّدت تلك المعلومات فإن ذلك من شأنه أن يزيد الضغوط على الإدارة الأميركية للتدخل على نحو أكبر في الحرب ضد داعش».
وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال بدوره لـ«سي إن إن» «لم يفاجئنا احتمال أن مواد ما قد استخدمها أحدهم، ونحن نحقق بهذا الشأن عن قرب»، من دون أن يؤكد أو ينفي استخدام غاز الخردل في العراق على يد «داعش». من جهته أشار البنتاغون إلى أنه فتح تحقيقات بشأن هجوم المخمور من دون أن يضيف أي تفاصيل اخرى عن الحادث، «وفيما تستمر التحقيقات مفتوحة بشأن الهجوم في العراق، تبقى المعلومات الأكيدة الوحيدة حتى الآن هي تلك المتعلقة بهجوم الحسكة، واستخدام داعش غاز الخردل هناك»، حسم المسؤولون الأميركيون لـ«سي إن إن».