كانت كاميرات التلفزيونات التي تغطّي تظاهرة حملة «طلعت ريحتكن» في ساحة الشهداء (وسط بيروت) أوّل من أمس، تلفّ وتدور وتعود إلى معين شريف. الأخير كان محمولاً على الأكتاف ويرفع بيديه شعارات الحرية مع صوته الجبلي الذي يصدح بأغنية «يا بحرية»، ويردّد الناس خلفه بصوت واحد «هيلا هيلا هيلا هيلا». تولّى شريف قيادة جزء من التظاهرة، وتعرّض لاعتداء خلال الاشتباك مع المتظاهرين والقوى الأمنية، أدّى إلى رضوض في جسمه. في اتصال مع «الأخبار» بدت آثار التظاهرة واضحة على شريف، ويقول بصوت مبحوح «كان لازم يروح صوتي تا يوصل للزعما والسياسيين.
وظيفتي أن أحمّس المتظاهرين عندما يفقدون معنوياتهم». يرفع صاحب أغنية «تخيّل» السقف عالياً ويعلنها ثورة، ويشرح: «إنها ثورة لبنانيين مقهورين. في حفلاتي التي أحييها كنت أشدّد على أن الكيل قد طفح من الطبقة السياسية الحاكمة.
لذلك يجب كسر الخوف لدى الناس والتحمّس للمشاركة في تلك التظاهرة، فربما لن أتمكّن من العيش بلبنان الخالي من الفساد، لكني أحاول أن أؤمّن مستقبلاً جيّداً لأولادي وأحفادي». يبدو الحماس واضحاً على صاحب أغنية «ما بتركك»، كاشفاً أنه تعرّض خلال تظاهرة أوّل من أمس لمحاولة قتل متعمّدة من قبل بعض القوى الأمنية التي صدّت التحرّك. ويضيف: «كانت التظاهرة سلمية ومنظّمة بطريقة راقية، ولكن يبدو أننا نتعاطى مع عقلية ميلشياوية.

تانيا صالح: مستعدّة للموت
في سبيل تحقيق حقوقنا
السبت الماضي، كدت أفقد حياتي، فقد قذفني خرطوم المياه نحو 200 متر، وفوجئت بسيارة تتّجه صوبي لدهسي عن سابق تصوّر وتصميم». يرفع شريف الصوت عالياً ويدعو زملاءه الفنانين للمشاركة في تحرّكات «طلعت ريحتكن»، ويستطرد قائلاً: «مشاركة الفنانين خجولة، وهناك فئة منهم تتجنّب التحرّك خوفاً على الحفلات الفنية التي يحيونها. أنا باق في التحرّك لحين نيل مطالبنا، ولن أتراجع قبل الحصول على حقوقنا». لم يكن شريف الوحيد الذي شارك في التظاهرة، بل أيضاً كان لافتاً حضور الفنانة تانيا صالح التي نشرت على صفحتها على فايسبوك فيديو تدعو فيه إلى التظاهرة. وتقول تانيا لـ «الأخبار»: «أشارك في التظاهرة كلبنانية تتمنّى تحقيق مطالب لها. أنا أقول ما أحسّه وأشعر به، وما نحلم به منذ زمن طويل، ومستعدّة للموت في سبيل تحقيق حقوقنا. لن أترك التحرّك إلا في حالة واحدة، في حال خرقت تلك التظاهرة بأمور مشبوهة، لكن لغاية هذه الساعة علينا التفكير بطريقة إيجابية». بدوره، ورغم جود الفنان راغب علامة في تونس، إلا أنه يراقب ما حصل في ساحة الشهداء السبت الماضي. ويقول: «لقد تأخّرنا لقيام ذلك التحرّك. فالشعب اللبناني يعاني من الحكومات السابقة قبل سنوات طويلة، ولم يُطالب يوماً بحقّه».
وعما إذا كان سيشارك في التحرّكات عند عودته إلى بيروت أواخر الاسبوع الحالي، يجيب: «سألتحق بزملائي في حال كانت التظاهرة مطلبية وتنادي باسم الشعب. أما إذا كانت التظاهرة سياسية، فلن أكون واحداً منها. لا يمكننا تحميل تبعات ما يحصل إلى سياسي واحد فحسب. إن رئيس الحكومة تمام سلام مُستاء مما يحصل، والتأخّر في تحقيق المطالب يتحمّله الأفرقاء السياسيون كلهم من دون استثناء».
باختصار، نيشان ديرهاروتيونيان، طارق سويد، وندى أبو فرحات، بيتر سمعان، جو معلوف وغيرهم من الاعلاميين والفنانين قالوا كلمة واحدة ضد السلطة: لقد طفح الكيل.