يوم 8 آب 2015، أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المطلوب السعودي أحمد المغسل، أحد أبرز المتهمين في تفجير الخُبر في السعودية عام 1996، الذي أدى إلى مقتل 17 جندياً أميركياً. وفي ليل، وخلافاً للأصول القانونية والأخلاقية ومعاهدات حقوق الإنسان، سُلِّم الرجل المحكوم بالإعدام، والمدرج على لائحة الإرهاب الدولية، لأمراء النفط من أولياء نعمة القيّمين على هذا الفرع الأمني.
عناصر فرع المعلومات اختطفوا المغسل من مطار بيروت الدولي، بعدما حطّت الطائرة التي كانت تقله من إيران. لم يكن اسمه معمماً على جهاز أمن المطار بوصفه مطلوباً أو ما شابه، إذ كان يستخدم جواز سفر إيرانياً باسم مختلف. استُمِع إلى إفادته لساعات معدودة، وفي اليوم التالي، سُلِّم الرجل للسعودية بقرار سياسي ــ أمني ــ قضائي من تيار المستقبل.
تكشف المعلومات أن المملكة السعودية تقدمت بمذكرة لاسترداد للموقوف السعودي خلال 12 ساعة بعد توقيفه، علماً بأنّ استخباراتها هي التي أبلغت فرع المعلومات بموعد قدوم المغسل، بناءً على معلومات أميركية.

السعودية تقدمت بمذكرة لاسترداد الموقوف خلال 12 ساعة بعد توقيفه

وبحسب المعلومات، فقد تلقّى رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان معلومة تفيد بأنّ المغسل سيتوجّه إلى بيروت. لم تُحدّد الأسباب التي كان آتياً لأجلها، ولم يُعرف إن كان لبنان محطة مؤقتة له لينتقل منها إلى بلدٍ آخر، إنما المعلومة كانت تُفيد بأنّ المشتبه فيه آتٍ من إيران. والمغسل فضلاً عن أنه مدرجٌ على لائحة الإرهاب الدولية، هو أحد أبرز المطلوبين على قائمة الإرهاب الأميركية ويُلاحق منذ 19 عاماً.
وتشير المعطيات إلى أن عناصر الفرع كانوا في انتظار المغسل داخل المطار، حيث كان يُفترض توقيفه فور خروجه من المطار، لكنهم عمدوا إلى توقيفه داخل حرم المطار واقتادوه سرّاً إلى المركز الرئيسي لفرع المعلومات في الأشرفية.
وتكشف المعلومات أن المغسل خضع لفحص الحمض النووي، وقد أُرسِلت عيّنة من حمضه النووي حيث جرت مطابقتها مع الحمض النووي(DNA) المأخوذ من أفراد عائلته في السعودية حيث تطابقت النتائج.
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، التي يملكها أبناء الملك السعودي سلمان، قد نشرت أمس على صفحتها الأولى خبراً قدّمت فيه توقيف المغسل بصفته إنجازاً كبيراً لأجهزة الاستخبارات السعودية، متحدثة عن أن توقيفه جرى في لبنان «بالتنسيق مع الجهات المعنية». وقالت الصحيفة إن المغسل كان يعيش في إيران، وإن «المصادر الأمنية لم تفصح عن دور الأجهزة الأمنية اللبنانية أو أي أجهزة أخرى في المساعدة على توقيف المغسل وترحيله، إلا أنها أشارت إلى أن العملية جرت بالتنسيق مع الجهات المعنية دون توضيح».
وأوردت الصحيفة أنّ المغسل هو زعيم تنظيم «حزب الله الحجاز». ونقل عن مصدر أمني لبناني أن المغسل، وهو سعودي الجنسية، اعتُقل في لبنان ونُقل إلى السعودية قبل نحو أسبوعين، وأن السعودية تعتبره المشتبه به الأول في القضية.
وذكرت الصحيفة وفقاً لمعلومات حصلت عليها «وأكدتها مصادر رسمية» أن «رجال الأمن السعودي تلقوا معلومات مؤكدة عن وجود أحمد ابراهيم المغسل (من مواليد القطيف في 26 يونيو 1967) في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو الرجل الذي كانت الاستخبارات السعودية تلاحقه منذ 20 عاماً تقريباً، باعتباره مهندس تفجير أبراج الخبر، وهو أيضاً مطلوب لدى مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي».
وكانت المحكمة الفيدرالية الأميركية في شرق ولاية فرجينيا قد اتهمت المغسل بـ»التآمر لقتل مواطنين وموظفين أميركيين والشروع في استهدافهم واستخدام أسلحة دمار شامل ضد مواطنين أميركيين، والتآمر لتدمير ممتلكات تابعة للولايات المتحدة، والتآمر لمهاجمة المنشآت الدفاعية الوطنية، والضلوع في تفجير نجم عنه قتلى».