لم يصمد طويلاً وقف إطلاق النار الذي اتُّفق عليه فجر أول من أمس. فقبيل منتصف الليل الماضي، هاجم عنصران من «الشباب المسلم» (بقايا فتح الإسلام وجند الشام وآخرين) هما ع. ف. وم. ش. (محسوبان على كشاف المقدسي) نقطة الحراسة التابعة للقوة الأمنية المشاركة المرابطة أمام مصلى المقدسي المحسوب على مسؤول الكشافة فادي الصالح. الهجوم أدى إلى مقتل الفتحاوي رضوان إبراهيم (الملقب بأبو عاطف).
في هذا الوقت، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات المحادثة على الهواتف شائعة محاولة اغتيال مسؤول عصبة الأنصار في حي الصفصاف الشيخ طه الشريدي، ما طرح تساؤلات عن محاولات لإيقاع الفتنة بين فتح والعصبة. ومع حلول منتصف الليل، ونفي عصبة الأنصار أن يكون الشريدي قد تعرّض لأي أذى، عاد الهدوء الحذر ليخيم على عين الحلوة وسط استغراب من أن فتح لم تردّ فوراً على الهجوم الذي استهدفها كما فعلت في الآونة الأخيرة. وعدم رد فتح أعاد تثبيت الاتفاق.
قبل الخرق الليلي، كانت عائلات من عين الحلوة لا تزال تشعر بالقلق واحتمال تجدد الاشتباكات بين فتح والشباب المسلم. بعض العائلات التي نزحت إلى محيط المخيم وصيدا، رفضت العودة إلى منازلها المتضررة. لكن مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، أوعز إلى أئمة مساجد المدينة بعد الاتفاق على وقع إطلاق النار، بإخراج النازحين الذين استقروا في بعضها، ولا سيما مسجد الموصلي والجامع العمري الكبير والأرقم وبلدية صيدا حيث كانت هيئات إسلامية وفلسطينية تتولى رعايتهم وإيواءهم. في الموصلي المحاذي لحي التعمير، رفض النازحون الخروج ونفذوا اعتصاماً احتجاجياً في الباحة، عبّروا فيه عن خشيتهم من العودة إلى أحياء يسيطر عليها جند الشام. وبعد اتصالات بين سوسان والفصائل والقوى الفلسطينية، اتُّفق على إعادة فتح قاعة المسجد الكبرى لإيواء النازحين.
وتشجيعاً على العودة، عمدت القوى الإسلامية وحماس إلى توجيه النداء عبر مكبرات الصوت في مساجد المخيم، إلى النازحين للعودة إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية.
في وقت لاحق، سُجلت دعوة عناصر في «الشباب المسلم» لبعض السكان بالخروج من منازلهم، في وقت خرق فيه عناصر فتحاوية تابعة للواء منير المقدح، الهدنة بإطلاق النار بسبب اشتباههم بحركة لمقنعين في منطقة بستان القدس قرب مستشفى الأقصى.
نهاراً، وبعد سكوت الرصاص والقذائف، خرج الناس من مخابئهم لتتفقد الأضرار في ممتلكاتهم. عشرات البيوت والمحال متضررة وسيارات محترقة. فيما كان المتقاتلون يزيلون الدشم من محاور الاشتباك، زار وفد من تجار سوق الخضار وأصحاب المحال مقر القوة الأمنية، مهددين بإعلان العصيان المدني في حال استمرار التوتر الأمني في المخيم وتهديد أرزاقهم. أحد أصحاب البيوت المتضررة خليل كزماوي عبّر عن احتجاجه على الخسائر التي مني بها بالاستحمام في وسط الشارع الفوقاني في المخيم.
على صعيد متصل، نعى اللواء صبحي أبو عرب أربعة من عناصر فتح سقطوا في الاشتباكات الأخيرة «على أيدي العصابات الخارجة على الإجماع الفلسطيني».