أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام زواره أمس، انه تلقى ردوداً إيجابية ومشجعة على دعوته الكتل النيابية إلى حوار وطني في مجلس النواب، وهو أوفد نواباً من كتلته إلى قادة الكتل الـ17 التي يفترض أن تشارك في الحوار في 9 أيلول، بالإضافة إلى رئيس الحكومة تمام سلام.
وكشف أنه اجرى مكالمة هاتفية بالرئيس سعد الحريري، ودعاه إلى الحوار متمنياً عليه المشاركة الشخصية، فرد الحريري بأنه سيفكر في الاقتراح، إلا أنه من المؤكد أن كتلة المستقبل ستتمثل بمن يفوض إليه الحريري الحضور، إذا قرر عدم العودة إلى بيروت. وقال بري إنه حضّر لطاولة الحوار قبل الحراك الشعبي الأخير بأسبوع من خلال اتصالات أجراها بسفراء دول فاعلة، وتلقى كذلك أجوبة مشجعة حيال مسعاه إلى جمع القيادات اللبنانية.
وعن الفارق بين حوار 2015 وحوار 2006، قال بري: «في الشكل اقتصرت الدعوة على قادة الكتل النيابية ورئيس الحكومة، وفي المضمون سيتناول ملفات داخلية خلافاً لحوار 2006 الذي تطرق إلى ملفات خارجية كالمحكمة الدولية والاستراتيجية الدفاعية والمخيمات الفلسطينية والعلاقات الديبلوماسية اللبنانية ـــ السورية وترسيم الحدود. وفي الحوار مواضيع داخلية محض، كانتخاب رئيس للجمهورية وعمل مجلس النواب وعمل مجلس الوزراء واللامركزية الادارية وقانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية ودعم الجيش والقوى الامنية. هذه المرة المواضيع لبنانية مئة في المئة، وكتبت في رسالة الدعوة لرؤساء الكتل النيابية أن جدول الاعمال حصري بهذه البنود ولا خروج عليها، وممنوع إضافة أي بند آخر، وسنحوّل الحوار الى ورشة عمل دائمة بحيث يمكن عقد جلسة صباحية ومسائية من اجل التوافق على البنود في معزل عن ترتيب البنود، لكنني اعتقد، كما الباقين، أن الأولوية هي لانتخاب الرئيس الجديد.

عون: سنشارك في الحوار وعلامة استفهام كبيرة حول من يحرّك الحراك

وإذا وافق المشاركون سنعقد جلسات متتالية وإلا يصار إلى تنظيم الجلسات. لكن لا بد من تسريع العمل لأن الوضع دقيق في البلد». وأكّد أن «مبادرة الدعوة اختمرت فكرتها قبل سبعة أيام، كنت حتى ذلك الوقت أجريت سلسلة اتصالات شملت سفراء وشخصيات في الداخل وقلت إن ليس من الطبيعي أن يرى شخص غيمة سوداء في شباط ولا يتنبأ بالشتاء. لكن الشتاء يمكن أن يكون موحلاً أو مياه خير، إلا أنني أرى في الغيوم نذير وحول». وعن نسبة نجاح مسعاه في هذا الحوار، أجاب: «النسبة هي صفر أو مئة. ما يتفق عليه سينفذ حكماً لأن كل قرار سيتخذ سيترجم في مجلس النواب».
ودافع بري عن الوزير محمد المشنوق «الذي لا شبهة عليه في الفساد. قد تكون هناك مآخذ لدى البعض على طريقة إدارته ملف النفايات، مع ذلك أقدم على خطوة جريئة عندما تنحى عن اللجنة الوزارية للنفايات». وعقّب: «ما فعله المعتصمون بدخول وزارة البيئة كان هفوة، لكن ما فعلته القوى الامنية بالاعتداء عليهم كان خطأ. علماً بأنني كنت لفت في مهرجان الإمام الصدر في النبطية الى ضرورة الحرص على المطالب ونوعيتها وآلية الوصول إليها».
بدوره، أكّد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون أنه «يؤيد الحراك القائم»، ولكن «لديه علامة استفهام كبيرة على من يحركه». وشدد عون بعد اجتماع التكتل الدوري على «أن التعميم الذي يعتمده المتظاهرون ليس بريئاً، وهو أبعد بكثير من التغطية على الفاسدين الحقيقيين، لأنه يهدف إلى ضرب ثقة الناس ببعضها، وثقة الناس بكل المؤسسات تحضيراً للفوضى الخلاقة التي تظهّرت صورها البشعة في كل الدول التي مرت عليها». وعبّر بوضوح عن خشيته على لبنان من «الربيع العربي الذي كان حقيقة جهنم العرب، وكوى بناره شعوباً كثيرة»، مشدداً على «أن الحل ليس بالفوضى» داعيا اللبنانيين «إلى المطالبة بأن ينتخبوا بنفسهم رئيس دولتهم، والمطالبة بقانون انتخاب يعبر عن إرادتهم، وبالتالي انتخاب أشخاص نظيفين لتمثيلهم، لأن الانتخابات هي وحدها القادرة على تنظيف الفساد».
وأكّد عون «أننا سنشارك الحوار، ولدينا مشاريع حلول لجميع القضايا المطروحة. نحن نريد أن نرسخ شرعية ثابتة، وليس شرعية مزورة. وهنا نشير إلى أننا قمنا بدراسات قانونية ووجدنا المخرج القادر على تثبيت شرعية جديدة».
وردّاً على سؤال حول الحديث عن التحضير لرئيس يفرضه الخارج على اللبنانيين، أجاب: «نحن في حاجة إلى رئيس صنع في لبنان وبرضى اللبنانيين. وهذا الأمر لا نستطيع الحصول عليه إلا بانتخابات مباشرة. لذلك لا يحاول أحد أن يطبقنا، نحن نطالب بالانتخابات المباشرة من الشعب لكي نحرره من الارتهان للخارج والداخل»، مؤكّداً «أن تعديل الدستور في مجلس النواب لانتخاب رئيس من الشعب يكون عبر فقرة صغيرة لا تتعدى السطرين».
من جهة أخرى، زار مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان الرئيسين بري وسلام ووزير الخارجية جبران باسيل. وعبّر عبد اللهيان بعد لقائه بري عن تقدير إيران «المبادرة السياسية الوطنية التي أطلقها دولته (بري) أخيراً»، مؤكّداً دعم طهران «استكمال آليات العمل السياسي في لبنان، وتدين بشدة استفزازات الكيان الصهيوني وبعض الأطراف المعادية الأخرى»، مشيراً إلى أن «الصراعات والحروب في دول المنطقة وخصوصا في العراق وسوريا واليمن لا تصب في نهاية المطاف إلا في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب». وأكد بعد لقائه سلام أن «إيران تعتبر أن أمن لبنان من أمنها وأمن المنطقة» ، مشيراً إلى أن «إيران مستعدة تماماً لتنفيذ كل ما تم التوافق عليه بين الحكومتين الشقيقتين في المراحل الماضية، سواء في مجال الطاقة الكهربائية أو كافة المجالات العمرانية والخدماتية الأخرى »، وأنه «تم التوافق مع دولته (سلام) حول الكثير من الأمور الهامة التي تم التوافق عليها بين الجانبين خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف الى بيروت مؤخراً».
(الاخبار)