هل صدر القرار الدولي بتدويل «الازمة اللبنانية» الناتجة عن النفايات وتداعياتها الشعبية؟ وما هي قصة ما تسرّب عن اجتماعات ستُعقد في مجلس الامن والامم المتحدة لبحث «الملف اللبناني»؟ وما هو الدور الذي يؤديه في هذه الاجتماعات الدبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية في الامانة العامة للامم المتحدة؟ القوى السياسية اللبنانية لا تزال تبحث عن اجوبة على هذه الأسئلة، ولم تتمكن بعد من العثور على ما يقنعها.
فهل ستواكب هذه الاجتماعات الحراك الشعبي للضغط على الحكومة اللبنانية لاستعجال انتخاب رئيس للجمهورية، أم انها تأتي في إطار الحفاظ على «استقرار النظام» ودفع أركانه إلى تقديم التنازلات بعضهم لبعض؟
الأيام المقبلة ستحمل إجابات على هذه الأسئلة وغيرها. وفي انتظار انعقاد طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في التاسع من أيلول، أكّدت مصادر في فريق 14 آذار ان «حواراً استباقياً» عُقِد عن بُعد بين تيار المستقبل وحليفه حزب القوات اللبنانية، على خلفية اعتراض الاخير على موافقة الاول على دعوة بري، من دون التشاور معه. وحتى مساء أمس، كان رئيس «القوات» سمير جعجع لا يزال مصرّاً على موقفه، رغم اللقاء الذي جمع نائبه جورج عدوان ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة.
ملف النفايات لا يزال مستعصياً. القوى السياسية الرئيسية تترقّب نتائج مشاورات وزير الزراعة اكرم شهيب، آملة بأن يكون النائب وليد جنبلاط الذي رمى الازمة في الشوارع قادراً على اجتراح حل تبدو ملامحه مبنية على قاعدة «التراضي» في توزيع المطامر على القوى السياسية والطائفية.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت لجنة الخبراء التي استعان بها شهيب لحل أزمة النفايات ستخرج بحل ذي طابع «علميّ» يُبصر النور في مجلس الوزراء، أم ان تسوية ما تُدبّر في ليل للعودة إلى مطمر الناعمة.

خيار اعتماد السلسلة
الشرقية سيترافق مع «حوافز مالية» أسوة بعكار

مصادر مقربة من النائب وليد جنبلاط تؤكد أن ضمان تيار المستقبل نقل جزء من نفايات بيروت وجبل لبنان (أي منطقة عمل سوكلين) إلى مكب سرار في عكار، وإلى معمل معالجة النفايات في صيدا، سيتيح للنائب الشوفي إعادة فتح مطمر الناعمة لاستقبال ما تبقى من النفايات. وتضيف أن هذا «الحل سيكون مؤقتاً، إلى حين إقرار خطة نهائية لإدارة ملف النفايات». وتلفت إلى أن هكذا خيار في حاجة لإقرار مجلس الوزراء دفع مبالغ مالية إضافية للقرى المحيطة بالناعمة ومنح بلدياتها «الكثير من الحوافز». لكن مصادر أخرى مقربة من جنبلاط أيضاً، تؤكد ان قرار إقفال مطمر الناعمة لا عودة عنه، وأن زعيم المختارة غير قادر على تسويغ إعادة فتح المطمر، لا بين الاهالي، ولا بين القوى السياسية. فجنبلاط يخشى من انتقال الاحتجاجات من ساحتي الشهداء ورياض الصلح إلى الناعمة. كما انه لن يقدر على تبرير إعادة فتح المطمر بعدما افتعل ازمة النفايات ورمى كرة نارها في حضن الرئيس تمام سلام بإقفاله. وتؤكد المصادر أن المطروح حالياً على طاولة البحث هو حل مؤقت، مبني على نقل جزء صغير من النفايات إلى معمل المعالجة في صيدا، وقسم آخر إلى عكار. اما القسم الثالث، فيجري بحث نقله إلى السلسلة الشرقية في البقاع، لكن الخيار ليس جرود عرسال غير المضمونة عسكرياً. وتلفت المصادر إلى ان هكذا توجه يجب ان يكون مقروناً بقرار حكومي يمنح المنطقة مبلغ 100 مليون دولار أميركي، أسوة بما أُقِرّ لمنطقة عكار. وتقول المصادر إن هذا الخيار مؤقت، قبل إقرار خطة دائمة لمعالجة النفايات، تستند إلى دور البلديات واتحاداتها. ومن المنتظر أن تنهي اللجنة التي ألّفها شهيّب عملها قبل يوم الجمعة المقبل، على ان يقدّم وزير الزراعة تقريراً إلى رئيس الحكومة تمام سلام. ولم يُعرف بعد ما إذا كان سلام سيدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل انعقاد طاولة الحوار، لان مواقع تجميع النفايات في الكرنتينا والمريجة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد، ام انه سيرجئ ذلك إلى ما بعد «الطاولة».
على صعيد آخر، بدأ التيار الوطني الحر تحضيراته للنزول إلى الشارع يوم الجمعة المقبل، من خلال مسيرات سيارة في المناطق، وخاصة في المتن وبعبدا. وبعد تجمّع عدد من أنصار التيار قرب مبنى ميرنا الشالوحي في الجديدة، قطعت مسيرة سيارة عونية طريق القصر الجمهوري في بعبدا لدقائق، للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية.