ظهر شعار «عكّار منّا مزبلة» تلقائياً الشهر الماضي عندما أُعلن احتمال تصدير كمّيات ضخمة من نفايات بيروت الى عكار. تنادى بعض شباب المنطقة على نحو عفوي منذ ذلك الحين ونظّموا اعتصامَين (في العبدة وحلبا) كرّروا خلالهما رفضهم استقبال النفايات واستنكارهم لما عدّوه «رشوة» الـ ١٠٠ مليون دولار، التي قررها مجلس الوزراء وأعلنها وزير الداخلية نهاد المشنوق كأموال «مخصصة لإنماء عكار».
حاول الشباب وما زالوا تنظيم حملتهم لتكون أكثر فعالية، عقدوا اجتماعات وطرحوا القضايا وناقشوا العناوين والشعارات والمطالب فيما بينهم، فظهرت بعض الاختلافات في الرأي والأهداف، تحمّسوا لتظاهرات بيروت وشاركوا فيها السبت الماضي رافعين شعار «عكّار منّا مزبلة».
لكن بعد تظاهرة بيروت، واجهت الحملة مشكلة داخلية عندما انفرد أحد القيّمين على صفحة الحملة على «فايسبوك» بإدارة الصفحة ونشر مواقف وشعارات من دون التنسيق مع باقي أفراد المجموعة، ومن بين ما نشر «بوست» يعلن «انتهاء الحراك الشعبي في عكار».
لذلك، وبهدف توضيح ما جرى على «فايسبوك» أخيراً عقدت مجموعة حملة «عكّار منّا مزبلة» مؤتمراً صحافياً أمس في حلبا، أعلنت خلاله في بيان أن «ما حدث لصفحة الحملة هو محاولة لتفخيخ الحراك ومضمونه». وأكدت أن «الحملة ليست عرضة للابتزاز المالي والسياسي»، وأنها «لن تسمح بتمرير أي تسوية على حساب المجتمع العكاري». ونبّه البيان الى أن «الحملة تعرّضت لضغوط كثيرة وصفحات مزوّرة اعتمدت اللوغو نفسه»، ودعا كلّ من راهنوا على الحملة إلى أن «يحافظوا على ثقتهم بها»، وأن ينضمّوا الى صفحتها الجديدة على «فايسبوك» باسم «عكّار منّا مزبلة» وهاشتاغ #عكار_منا_مزبلة.
بعض ناشطي الحملة أكّدوا أن الشعارات التي نشرت على الصفحة السابقة «لا تمثّلهم وهي توحي بأننا ضد الجيش وهذا غير صحيح، لأننا نؤيد الجيش اللبناني علناً وهذا لا لبس فيه».
من هم ناشطو الحملة العكّارية، وما هي أهداف حملتهم؟
“نحن مجموعة مؤلفة من حوالي ٣٠ شابّاً وشابة من مختلف قرى وبلدات عكّار من طلّاب مدارس وجامعات وموظفين وعمّال ومتخرّجين عاطلين من العمل»، يقول المتحدّث باسم المجموعة عاهد شخَيدم، “جمَعَنا همّ أن تتحوّل عكار الى مزبلة في حال صدر قرار حكومي بنقل النفايات الى أراضينا».

ما حدث لصفحة الحملة هو محاولة لتفخيخ الحراك ومضمونه


“وضعنا انتماءاتنا الحزبية جانباً، وقررنا أن نتكاتف من أجل صدّ الأذى الذي يلحقه بنا النظام الطائفي والفاسد القائم حالياً، بدءاً بخطر استقدام النفايات». بعض الناشطين في الحملة شرحوا أنهم «يبنون حالياً شبكة تواصل مع شباب آخرين من مختلف القرى ولا سيما قرى السهل»، الذين سيتضررون مباشرة إذا اعتمد مكبّ بلدة سرار كمطمر لنفايات بيروت. شخَيدم يرى في عكّار «مركزاً لقضايا الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان اليوم لكونها المنطقة الأكثر حرماناً ولكونها المعنيّة مباشرة بما سيترتّب على أزمة النفايات» لذا، يدعو الشاب الناشطين من مختلف المناطق ولا سيما بيروت الى «نقل الحراك الى عكار».
وهنا، يسجّل شخَيدم «عتباً» على حملة «طلعت ريحتكم» التي «عدّدت في تظاهرة بيروت الأخيرة كلّ أسماء الحملات المعنيّة ولم تسمِّ حملتنا «عكار منّا مزبلة» ولم تعط لأي منّا فسحة كلام في الساحة» علماً أن المجموعة العكّارية شاركت بحوالى ١٠٠ شخص نزلوا «على حسابهم الخاص» وشاركوا في الحراك. “نحن صحاب القضية» ختم الشاب كلامه الحماسي ـ العاتب.
عتب شباب «عكّار منّا مزبلة» هو في محلّه ويجب أن يمتدّ على الإعلام أيضاً، وخصوصاً أن معظم المؤسسات الإعلامية التي تبنّت الخطاب الثوري أخيراً لم تكلّف نفسها عناء إرسال صحافي لتغطية مؤتمر أمس، أو التعرّف الى شباب الحملة، علماً أن المؤسسات الإعلامية المرئية والمكتوبة تبلّغت منذ أول من أمس بموعد عقد المؤتمر لكن.. يبدو أن هواءها لا يسَع سوى لناشطي العاصمة!