برغم أن الكتائب جزء من السلطة، إلا أن النائب سامي الجميل قرر محاربة الفساد. «بدنا نبلش التنظيف من جوا». في مؤتمر صحافي، أعلن حراكه الخاص. بعدما خيّب اللبنانيون آماله في شأن «المراصد العسكرية» التي اقترحها على الحدود الشرقية لمواجهة الارهابيين، أطلق «المرصد اللبناني لمحاربة الفساد» (ملف)، ومهمته «الرصد والمتابعة والمحاسبة لمحاربة الفساد».
وللغاية، استنجد بـ «المجتمع المدني لمساعدتنا لعدم جعل القضاء يتنصل من مسؤولياته». بحسب الشيخ سامي، تضم المؤسسة «المستقلة، كتائبيين وغير كتائبيين، وخرجت من فكرة مشتركة لجمع الطاقات التي تعمل على متابعة الملفات في إطار منظم وإشراك اللبنانيين في مواجهة الفساد في كل اشكاله».
اختصاص الشيخ سامي إطلاق المبادرات والمؤسسات، من حلف «لبناننا» إلى دعوة المسلمين للإنتساب إلى حزب الكتائب. «ملف» آخر صيحات تمرد فتى سلالة آل الجميل التي شاركت في السلطة في مراحل متقطعة منذ عقود. للحزب الذي يرأسه حصة في البرلمان والحكومة. مع ذلك، ناصر الحراك الشعبي ضد النظام وهدد بالإستقالة من الحكومة من دون أن يفعلها. فتح ملّف سوكلين ثم رفع دعوى ضد كل من يُظهره القضاء مُتورطاً في الفساد بموضوع النفايات. وأخيراً، فتح «الملف». لكن هل يمثل الكتائب نموذج محاربة الفساد؟.

لو لم نكن مشاركين في الوزارة لما توقفت مثل سوكلين!

المطلع على تجربة الكتائب في السنوات الأخيرة، يرى أنه لم يتمكن من تقديم خطة واضحة لمُحاربة الفساد المُستشري في ادارات الدولة التي شارك فيها. قد تكون للكتائب نظرة فريدة للدولة والفساد. من بنات أفكارها على سبيل المثال سابقة وزير العمل سجعان قزي بإنشاء صندوق خاص يضع فيه المراجعون في وزارته، «إكرامية» للموظفين لتسريع إنجاز معاملاتهم! وفي حين أن قزي أقر بخطيئته، إلا أن بعض رفاقه برروا فعلته لأن «هذه هي الحال في الأمن العام وباقي الوزارات وسائر دول العالم».
أسهب الجميل في نشيد الإصلاح أمس. لكنه اختتمه بالقول: «إذا كانت مؤسساتي مُعطلة كيف أعمل؟».
مصادر كتائبية أوضحت أن «ملف» بحاجة الى تطوير ووضع آلية تحركات واضحة». ولا تجد مانعاً من أن تكون جُزءاً من الحكم ومن محاسبته في الوقت ذاته. «المشاركة في الحكومة لا تعني أنه لا يجب أن نُحاسب. بدنا نبلش التنظيف من جوا ولو رأينا أن الاستقالة من الحكومة تنفع لتقدمنا بها. لكن هناك ملفات لو لم نكن مشاركين في الوزارة لما كانت توقفت مثل سوكلين مثلا» تقول المصادر.
لا يُمكن التعامل مع الجميل بصفته الشخصية كونه يُقدم نفسه كرئيس حزبٍ. إلا أن كتائبيين يأسفون لأن «الناس لا تفرق بين سامي والمرحلة الجديدة وبين الحزب القديم. فالشيخ الفتى يُحاول احداث خرق».