لا تكفّ بعض المواقع الإلكترونية عن افتعال «الهضامة» وخفّة الظلّ وفق ما يعتقد المسؤولون عنها. لكن نتاجها في الواقع يشي بأنّ «صاحبة الجلالة» استبيحت كليّاً، وصارت مسرحاً لتوجيه الإساءة إلى الفنانين السوريين. هكذا نقرأ كل يوم تعليقاً مقتضباً ينشر برفقة فيديو يذكر اسم ممثلة أو ممثل يشرح أنّ المشاهد سيتابعها وهي تتعاطى المخدرات مثلاً أو تمارس الجنس، ولن يكون الأمر سوى مشهد مجتزأ من أحد المسلسلات.
على هذه الشاكلة، سلّطت سهام النقد أوّل من أمس على النجم السوري عابد فهد على اعتبار أنه ــ بحسب تلك المواقع الصفراء ــ أدّى دعاية تجارية لماركة شامبو. ومع انتشار المقطع الذي يظهر فيه فهد عندما كان في بداياته وهو يجسّد بطرافة ما يشبه دعاية الشامبو، راحت المواقع والصفحات تتداول الفيديو بببغائية واضحة وجهل مطلق في تاريخ الدراما السورية. حتى أن الفيديو وصل إلى موقع قناة «الجديد» من دون أن ينتبه أحد من هؤلاء إلى أن المقطع ليس سوى مشهد تمثيلي مقتطع من مسلسل «البناء22» (تأليف خيري الذهبي ومعالجة مازن طه وإخراج هشام شربتجي، عرضه التلفزيون السوري سنة 1990).

الإعلان هو مشهد
من مسلسل عرض في
تسعينيات القرن الماضي
يومها كان نجم «الزير سالم» في بداياته الفنية، ولعب دوره إلى جانب الكوميديان السوري الراحل عصام سليمان (بهلول) والراحل خالد تاجا، وحقق المسلسل نجاحاً رغم الأدوات الفنية المتواضعة. لكن الغريب هو اقتطاع هذا المشهد بعد مرور ربع قرن واندلاع موجة غضب بسببه نتيجة «انحدار الممثل الذي حصد نجاحات متلاحقة في الفترة الأخيرة». حتى أنّ بعض زملائه صدّقوا الكذبة، من دون أن يخطر ببالهم التدقيق لثوانٍ في شكل صديقهم علّهم يكتشفون أنّ المشهد صوّر قبل سنوات طويلة. في اتصالنا مع عابد فهد، سرعان ما سحب الموضوع بطريقته إلى ميدان الكوميديا، ورغم جزمه بأنّ ما حدث يقصد به الإساءة المباشرة، لكنّه لفت إلى أنّه «منذ ربع قرن وما زال الشامبو يرغي. كان عمري 20 عاماً عندما مثلّت في المسلسل، ويا ليته كان إعلاناً تجارياً وقبضت أجراً عليه، لكن لسوء حظي أنه في تسعينيات القرن الماضي، لم تكن سوريا تقدّم إلا إعلانين فقط، واحد للعلكة والثاني لدواليب الحظ».
على مقلب آخر، تُسهم بعض المواقع والصفحات الافتراضية في الترويج السليم لتقارير احترافية وتُسهم في زيادة انتشارها. هكذا، انتشر في الوقت ذاته لقاء جهاد عبدو مع برنامج «ET بالعربي» (من الأحد للخميس 19:00 على mbc4)، وفيه أطلّ الممثل السوري الذي وصل إلى العالمية وتقاسم البطولة مع نيكول كيدمان في فيلمها «مملكة الصحراء» للمخرج فرنر هرتزوغ. كذلك أدى دوراً صغيراً إلى جانب توم هانكس في فيلمهA Hologram for the King (وصية لأجل الملك) مع المخرج توم تيكوير، وحكى عبدو ما دار من حديث بينه وبين النجمين العالميين في كواليس تصوير الفيلمين. ثم وصل النجم إلى بيت القصيد بكشفه سرّ عمله في الـ»ديلفري» في مطعم بيتزا وسائق تاكسي عمومي في أميركا، قبل أن يتمكّن من الالتحاق بركب السينما الهوليوودية. انتشار اللقاء على الصفحات الافتراضية بعنوان «نجم سوري يعمل سائق تاكسي في أميركا» أسهم في إطلاق تصريحات تحترم جهد الممثل وجرأته في الاعتراف بالمهن التي جال عليها قبل أن يصل إلى حلمه ويمثّل بلده بأبهى الطرق.